كيف يمكن للأهل التغلب على صراع الأجيال والحفاظ على علاقة سليمة مع أبنائهم

أعتقد أن أساس بناء أي علاقة مهما اختلفت هو التفهم. وهنا يعود الفهم والتفهم للآباء أكثر من الأبناء، لأن الأبناء بأعمار المراهقة أو أقل لن يستوعبوا هذه الفجوة. ومتى ما بدؤوا يستوعبوا يكون قد فات الأوان وبنيت العلاقة بينهم على أساس خاطئ.
أول ما يجب على الأهل فهمه هو التغيرات السريعة التي يمر بها الأبناء في هذا العصر! ففي كل دقيقة هناك جديد وليس كل شهر حتى! والعالم مع الإنترنت بات قرية صغيرة كل شيء جديد ينتشر ويؤثر، وعلينا أن نفهم هذه التغيرات قبل أبنائنا لكي نخفف من وطء هذا الأثر عليهم وعلى بناء شخصياتهم في المستقبل!
وهنا تبرز أهمية استيعاب الفجوة واستيعاب صراع الأجيال، فحقيقة ليس سهلاً ما يمر به هذا الجيل اليوم، الضياع والفراغ وعدم معرفة ذواتهم في ل هذه التغيرات السريعة يتطلب بل ويحتاج من الأهل تفهم كبير!

في وقتنا الحالي ، لا بد من تعزيز العلاقة بين الأهل وأولادهم وذلك بسبب كثرة المتغيرات البيئية والاجتماعية والثقافية التي تتواجد حولهم ، فهم بحاجة لمن ينصت لهم ويرشدهم ويوجههم ويشاركهم في أعمالهم والعمل على تهذيب سلوكاتهم بطريقة منطقية وومنهجة .

في حال حصل المرء على فرصة للعمل أو الدراسة في إحدى الدول الأجنبية، فإن أول ما يقوم به هو تعلم لغتهم حتى يزيل الحواجز بينه وبينهم قدر الإمكان، وهذا نفس الشيء الذي ينبغي على الأهل القيام به للتعامل مع أبنائهم وهو تعلم لغتهم، ولغة الأبناء الحالية هي التكنولوجيا.
في عصرنا الحالي لم يعد تعلم استخدام التكنولوجيا يقتصر على الفوائد الشخصية، بل يتعداها ليشمل فوائد ردم الهوة بين الأجيال.
فعلى سبيل المثال نجد أن اطلاع الأهل على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامهم لها من شأنه منحهم فكرة جيدة عن الكيفية التي يتعامل بها الأبناء مع مختلف الأمور.
هذا الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي من شأنه تقريب وسائل التواصل بين جيل الآباء وجيل الأبناء.