إن الله سبحانه وتعالى لا يتوقف فعله واختياره في الخلق على اختيار أحد من مخلوقاته، وإلا لم يكن مستحقًا لصفات الألوهيه، فهو سبحانه"يخلق ما يشاء" و"فعالٌ لما يريد"، والسؤال بصيغة من أعطى الحق فيه تجاوز عن مقام العبودية...
إن كنت تقصد أن الخالق يجب أن يستشيرك قبل خلقك، فالمشورة لا يحتاجها إلا المخلوق إما لنقص علمه، أو تردده، أو للإستئناس برأي غيره، وكل ذلك منتف عن الله تعالى، فسؤالك بغض النظر مما تقصده لم يكن له وجود قبل أن تخلق، أي لم يكن لك الإرادة التي هي جزء من وجودك، فمن هذا الذي سيخير في أن يخلق أو لا يخلق؟