يرجع أخصائيو علم النفس هذه الحالة إلى ارتباطها بالعامل النفسي عند الناس، والذين تسيطر عليهم هواجس في عقلهم الباطني،تدفعهم إلى ممارسة كل ما هو ممنوع بهدف كسر الحاجز النفسي مع الشيء الذي يريدون الإقدام عليه ومعرفته. وبهدف التمتع بالاختلاف، يوضح الأخصائيون أن الفضول الطبيعي لدى الكثيرين يدفعهم لفعل ما لا يمارسه عامة الناس، باعتبار أن النفس تتوق لكلما هو مختلف وغير عادي.
وعلى الأرجح فهذا بسبب الفضول أيضًا، النفس البشرية تعشق التجريب، وهذه الغريزة هي سبب خروج الإنسان من الكهوف لاستكشاف العالم، وهذا سبب اكتشاف القارّات وتعارف الشعوب لبعضها البعض، ولطالما كانت القضايا المبهمة والتي يحيطها الغموض محط أنظار الجميع، وتقع الممنوعات ضمن الأمور المبهمة الغير قابلة للتجريب.
يقول كريستوفر سي -من جامعة شيكاجو، "إن الدافع لاكتشاف كل ما هو غامض ومجهول غريزة متأصلة في الطبيعة البشرية، تمامًامثل الحاجة الغريزية إلى الطعام أو الجنس. وغالبًا ما يُعَد الفضول غريزة جيدة؛ إذ إنها قد تؤدي إلى اكتشافات علمية جديدة على سبيل المثال، لكنها في بعض الأحيان تأتي بنتائج عكسية. ويقول جورج لونستين -أستاذ الاقتصاد وعلم النفس بجامعة كارنيجي ميلون، والذي كان رائد الدراسة العلمية للفضول-: "إن فكرة أن الفضول يمكنه أن يدفع صاحبه للقيام بسلوكيات قد يكون لها آثار مدمرة على الذات فكرة قوية وراسخة".
وعلى أية حال، فإن الفضول المرضي ليس نزعة يستحيل مقاومتها؛ ففي تجربة أخيرة كان المشاركون الذين شجعهم الباحثون علىالتنبؤ بشعورهم بعد رؤية صورة كريهة، أقلَّ رغبة في رؤية تلك الصورة. وتشير هذه النتائج إلى أن التصور المسبق لعواقب اتباع المرء فضوله ومحاولة إشباعها من شأنه أن يساعد الإنسان على تحديد ما إذا كان الأمر يستحق المحاولة أم لا. ويقول كريستوفر سي: "إن التفكير في العواقب بعيدة المدى عامل رئيسي في التخفيف من الآثار السلبية المحتملة للفضول". بعبارة أخرى: لا تقرأ التعليقات التي تراها على الإنترنت.
إضافة لطبع البشر العنيد واستكبارهم، فعندما تقول لهم هذا ممنوع لأن نتائجه وخيمة يرغبون بتجريبه.