كيف يكون ضنك الحياة من وجهة نظرك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ضنك العيش من وجهة نظري هو البعد عن طاعة الله تعالى!!
-فالمحروم ليس من حرم المال أو الجاه أو السلطان أو المنصب أو السيارة الفارهة أو القصر المشيد أو اللباس الفاخر أو الطعام اللذيذ، ولكن المحروم من حرم التوفيق لعدم طاعة الله تعالى بسبب معاصيه وذنوبه وإصراره على المنكر.
- قال الله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) سورة طه (124)
- فالإعراض عن ذكر الله وطاعته وعدم الاستجابة لأوامره تؤدي إلى خسارة الدنيا والآخرة!!

- فخسارة الدنيا: بأن معيشته ضنكى! والضنك الشدة والضيق في: في المنازل والأماكن والمعايش: فتكون عيشته ضنكى في منزله فيكون منزله ضيق، وتكون زوجته غير صالحة وتنكّد عليه الدنيا، ويكون أولاده غير صالحين فتكون الأسرة مفككة ضائعة منحرفة فقيرة ذليلة ومقهورة!

- وقالوا الضنك: هو العمل والكسب الخبيث والرزق السيئ.
- ويكون الضنك في عمله أو في طلبه لرزقه فيكون صعباً وشاقاً عليه ولا يحصل إلا القليل القليل منه، وربما يكون كسبه من الحرام بالغش والرشوة والربا والقمار وأكل أموال الناس بالباطل.

- ويكون الضنك في عدم توفيقه في أي عمل أو مشروع أو زواج أو سفر.

- ويكون الضنك في ظلام وجهه وسواد قلبه وجهالة فكره وعقله!

- ويكون الضنك في صحبته الخبيثة والتي ربما يقوده أصحابه إلى فعل الجرائم والجنايات والفواحش والسكر والمخدرات وبالتالي إلى السجن أو القتل.

- ويكون الضنك في عدم توفيقه للصلاة والطاعات والأخلاق.

- وعن أبي سعيد الخُدريّ (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه.

- وعن ابن عباس، قوله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) يقول:
كلّ مال أعطيته عبدا من عبادي قلّ أو كثر، لا يتقيني فيه، لا خير فيه، وهو الضنك في المعيشة. ويقال: إن قوما ضُلالا أعرضوا عن الحق وكانوا أولي سعة من الدنيا مكثرين، فكانت معيشتهم ضنكا، وذلك أنهم كانوا يرون أن الله عزّ وجل ليس بمخلف لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله، والتكذيب به، فإذا كان العبد يكذّب بالله، ويسيء الظنّ به، اشتدّت عليه معيشته، فذلك الضنك.

- وعن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن في قبره في روضة ويرحب له قبره سبعين ذراعا، وينور له كالقمر ليلة البدر، أترون فيما أنزلت هذه الآية؟ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طـه: 124]. قال: أتدرون ما المعيشة الضنك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليهم تسعة وتسعون تنينا، أتدرون ما التنين؟ قال: تسعة وتسعون حية، لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة"  ورد في مسند أبي يعلى وصحيح ابن حبان بإسناد حسن.

- أما خسارة الآخرة:
فسوف يحشره الله تعالى أعمى (عمى عن الحجة لا عمى عن البصيرة) فهو يبصر ولكن ليس معه حجة يحتج بها على عدم إيمانه بالله تعالى وطاعته، وبالتالي يكون من أهل النار والعياذ بالله.

- فالسعادة الحقيقية والعيش الرغد الحقيقي هو في طاعة الله تعالى - لذلك كان السلف الصالح يقولون: لو يعلم الولاة والملوك ما نحن عليه من السعادة ولذة الطاعة ومناجاة الله تعالى لجادلونا عليها بالسيوف!!!

- ويقول أحد الصالحين: ما عرفت لذة قيام الليل إلا بعد أربعين سنة!!!