كيف يكون استذكار الموت وسيلة لعيش الحياة

1 إجابات
profile/آمنة-عفانة
آمنة عفانة
ماجستير في الفقه الاسلامي (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
كيف يكون استذكار الموت دافعا للحياة

إن استذكار الموت بطريقة قويمة علمتنا إياها عقيدتنا الاسلامية تعد دافعا لخوض معركة الحياة بصورتها الصحيحة القويمة إذ أن المؤمن في ثنايا عمله في هذه الحياة واستغراقه بين مادياتها يأتي الموت ليذكره بحقيقة هذه الحياة الدنيا أنها حياة فانية مؤقته فلا يتعلق قلبه بها فتستقيم مشاعره وتقوى إرادته ويحرص على الصالحات من الأعمال والنافع منها له ولمجتمعه في الدنيا والاخره كي يفوز بجنة عرضها السماوات و الأرض كما وقر في قلبه في الدنيا حيث إيمانه بأركان الإيمان الستة وهي الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره وشره، فالإيمان بأن الموت هو نهاية حياة الانسان في الدنيا وانقطاعه عنها وانتقال روحه الى حياة البرزخ منتظرا حياته الأبدية في الجنة يجعل المؤمن مطمئنا أن هذه الحياة لم تكن عبثا وهذه المحن التي مر بها وصبر عليها سيلقى ثمرة صبره في حياته الأبديه فلا يحزن شديد الحزن على مغانمه في هذه الدنيا لأنه يعلم أنه سيرحل من هذه الدنيا عاجلا أم آجل فيجب عليه أن يعمل في الدنيا ونظره موجه إلى مقعده في الجنة فيكون الموت بذلك محركا ودافعا وحافزا على العمل الجاد 

سنة الابتلاء و التكليف

إن الفاطر الحكيم - جل و علا-قد اقتضت حكمته العالية أن يجعل الإنسان من فئة مخلوقاته المزودة بصفات تؤهله للامتحان والابتلاء الرباني في مجال الحياة الدنيا؛ وهذه الصفات هي : 

  1. الإرادة الحرة
  2. العقل المزود بالاستعداد لفهم الأمر و النهي و التمييز بين الخير و الشر و النفع و الضر 
  3. القدرة الظاهرة على تنفيذ بعض الأفعال التي تريدها. 

ثم إن تزويد الإنسان بهذه الصفات تشريفا و تكريما له، يستدعي منه الاعتراف بعظمة الهتعالى و الايمان بصفات كماله تعالى و حمده تعالى  على النعم التي لا تعد و لا تحصى و شكره بعبادته و أنه قد وضع الإنسان في الظروف الملائمة للاختبار و أودع فيه دوافع الخير و نوازع الشر وقوى فيه جانب الحق والفضيلة بالميل الفطري  ورجح لديه جانب الطاعة بالترغيب والترهيب فأرسل إليه الرسل و أنزل معهم الكتب فعرف أوامر الله ونواهيه وجعل تكليف كل نفس حسب طاقتها إذ قال تعالى : )لا يكلف الله نفسا الا وسعها) (البقرة : ٢٨٦)، و هكذا نلاحظ أن زيادة المسؤولة قد استتبعت بموجب العدل الرباني زيادة الأجر و الثواب، فبهذا الفهم لسنة الابتلاء والاختبار في الدنيا يكون استذكار الموت حافزا جيدا للعمل. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة