ما دمنا نستطيع النظر إلى أنفسنا في المرأة فما حاجتنا لصور السلفي؟
من الغرابة بمكان أن نصور أنفسنا خصوصا عند تواجدنا بإمكان جميلة فبدل من تصوير المكان نقوم بتصوير أنفسنا.
وتروي واحدة من الأساطير الإغريقية قصة شاب يُدعى نارسيسوس، كان يمشي بجانب النهر وقرر شرب بعض الماء. وعندها، رأى انعكاس صورته في الماء، فأُعجب بنفسه وقضى وقتا طويلا ينظر إلى خياله لدرجة أنه انعزل عن كل ما حوله.
سنقوم بتوضيح السبب من خلال تفسيرات عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد:
السبب الأول: النرجسية، بمعنى حب الذات المتزايد الذي يوصل الإنسان لمرحلة نسيان الآخرين وحب نفسه فقط، فتجد من يلتقط صور السلفي بكثرة الأشخاص الذين يرون أنفسهم أنهم أفضل من الجميع.
السبب الثاني: الاهتمام، الكثير من الأشخاص يعاني من قلة الاهتمام به وأن حياته خالية من الأصدقاء الحقيقيين فيحاول أن يصور نفسه ووضع صوره على مواقع التواص الاجتماعي ساعيا لجلب الأصدقاء والإعجابات حتى أن هوس بعض الأشخاص في جمع الإعجابات يجعله يحذف الصورة إن لمت تحصل على إعجابات كما كان متوقع.
السبب الثالث: عدم الشعور بالسعادة، نجد الكثير من الأشخاص التعساء أو الذين يعيشون أسوأ مراحل حياتهم يلتقطون صور لأنفسهم ونشرها لإشعار الآخرين بأنه يتمتع بقدر كافي من السعادة والهناء في حياته
السبب الرابع: البحث عن الأمان ، عندما نشعر بالخوف أحيانا وعدم اقترانا بأشخاص يشعروننا بالأمان نلجأ للتصوير كوسيلة نعطيها لأنفسنا بأننا نحب أنفسنا وتكون رسالة مخفية لعقلنا الباطن بأننا نشعر بالأمان الكافي.
السبب الخامس: نقل صور جميلة للحياة السعيدة، ليس دائما التصوير يكون لمشاكل نفسية أو لسبب معين سلبي، فأحيانا هناك أشخاص سعداء وشكلهم يعطي للناس طاقة وتفاؤل فيعزم هذا الشخص أن ينشر صوره مع بعض العبارات أحيانا ليعطي للناس شيء من الأمل والتفاؤل.
التصوير من الأمور المحببة في وقتنا الحالي وانتشر التصوير كعلم ودورات، وهو أمر يتقنه الكثير من الناس حتى أنه أصبح يقام مسابقات عالمية للتصوير الشخصي ولمختلف أنواع التصوير ولكن لنتفق على أمر كل أمر معتدل لا ضير فيه فلا مشكلة من تصوير نفسك وحبك لشكلك، ولكن الأمر الذي لا يحبذه أغلب الناس هو المبالغة أو العدم من القيام بشيء فقد نجد أشخاص يلتقطون لأنفسهم الصور متناسيين من حولهم وصنف آخر من الناس يرفض رفض قاطع أن يتصور وكأنها جريمة.