كيف يختلف التحليل الاجتماعي عن التحليل السياسي لأي قضية

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
علم الإجتماع
.
٠٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 يكمن الاختلاف ما بين التحليل السياسي والاجتماعي في المنهجية حيث أن التحليل الاجتماعي يتناول بجانب من جوانبه التحليل النفسي والعلاقات الاجتماعية والأنظمة الاجتماعية بحيث يقوم التحليل الاجتماعي على طرح التصورات الاجتماعية للأفراد والمؤسسات التي تكون في جوانبها واعية وفي جوانب أخرى لا واعية، فالتحليل الاجتماعي يتغلل إلى أعماق السلوك أو الظاهرة ليتوصل إلى العوامل اللاواعية في الفرد مغسه التي أنتجت المشكلة أو الظاهرة، كما يتضمن الأفكار التي تعمل على تأسيس التوجهات والمعاني الفردية أو الجماعية. فالتحليل الاجتماعي يجيب عن حقيقة الظاهرة أو المشكلة بالنسبة للفرد والمجتمع وما فيها من مؤسسات، ويقدم إيجابه تساعد في التطور والنمو الاجتماعي.
بينما التحليل السياسي يبتعد عن الجانب النفسي، وإنما يتناول المشكلة والقضية بإدراك العمق التنظيمي لها بما تتكون منه من مخرجات وفكر إستراتيجي وعناطر طبيعية مسؤولة عن صنع الأحداث، فهنا يتم الحديث عن كل الأمور الواقعية الحقيقة الواعية، ولا يمكن أن نتحدث عن قضية سياسية تشكلت بشكل لا واعي أو أنها تكون نتيجة وجود أفكار لا واعية ويتطرق التحليل السياسي ليشمل الدوافع الحقيقة والجذور الأساسية التي ترتبط بالأشخاص (قادة وغيرهم) أو الدول بشكل عام وما لها من أيدولوجيات معينة.

يمكن القول إن التحليل الاجتماعي يهدف في المقام الأول لحل المشكلات بما يحقق مقتضيات الأفراد في المجتمع من أجل الدولة أما التحليل السياسي يهدف لتحقيق مصلحة الدول من أجل صلاح الفرد والمجتمع، فخط مسار التحليل والمنهجية المتبعة والهدف من كل تحليل يوضح الاختلاف فيما بينهم.

ويمكن أن أوضح ماهية التحليل السياسي والاجتماعي لتوضيح الاختلاف بشكل أكبر كالتالي:

  • في التحليل السياسي لابد أولا من إدراك المتغيرات الحقيقية والتفكير في عناصر هذه المتغيرات فهي الآن موجودة على أرض الواقع وتشكل ظاهرة سياسية أو واقعة لا بد من تحليلها، أما في التحليل الاجتماعي فقد تكون الظاهرة ملاحظة إلا أننا غير قادرين على ادارك العناصر المسببة للتغير وذلك لوجود أسباب لا واعية وبالتالي نهدف في التحليل الاجتماعي وفي بعض الحالات البحث عن الأسباب الغير مدركة والتي أحدثت التغير ومن ثم العمل على التفكير بها.
  • غالبا ما يقام بالتحليل السياسي من قبل خلية الأزمات في الدولة وذلك لوجد خطر يهدد الدولة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، أما في التحاليل الاجتماعية فغالبًا ما توكل للمؤسسات التربوية الاجتماعية ولا يكون التعامل معها بسرعة التحليل السياسي يمكن القول بأنه في الظواهر السياسية يكون التعامل فيها أسرع لمتطلبات الحالة، بينما في التحليل الاجتماعي نجد أن المدة الزمنية أطول وتحتاج لوقت أكبر لأن أثر التحليل الاجتماعي على عوامل التطور والنمو أقل منه تأثير من ناحية الخطورة.
  • التحليل السياسي غالبًا ما يكون مترافق مع القرارات الاستراتيجية التي تصدر عن الدول ويكون دوري إن صح التعبير بينما التحليل الاجتماعي فهو خاضع للظواهر المتعلقة بالفرد والمجتمع والتي تحتاج لوقت طويل للظهور لأنها تتأثر وبشكل كبير بالعادات والتقاليد والتوجهات والتصورات.
  • الحالة التي يستخدم فيها التحليل السياسي ترتبط ارتباط وثيق بالواقع الداخلي والخارجي للبلد فقد يتضمن الاقتصاد السياسي والإدارة العامة والعلاقات الدولية والفلسفة السياسة بينما في التحليل الاجتماعي نجد علاقات اجتماعية والتي تتضمن علاقة الفرد بالأسرة والمدرسة والعمل وتتضمن هذه التحليلات أشكال العلاقات والتفاعلات في إطار اجتماعي إنساني داخليًا بعيدًا عن الاقتصاد والدولة والسياسة.
  • يستسقي التحليل السياسي معلوماته عن طريق التقارير الدولية والنشرات الإحصائية والتصريحات الرسمية الصادرة عن القادة والزعماء والمسؤولين، بينما في التحليل الاجتماعي فمصدر المعلومة خاضع لدراسة مجتمع ما أو عدد من الأفراد بما لديهم من ثقافة وتوجه ووضع أسرى مادي.