لوسائل الإعلام المختلفة (التلفاز والانترنت والوسائل المطبوعة)
دور كبير في إحداث التغيير على الجانب اللغوي والأخلاقي، والفكري، والسلوكي، والعاطفي، والنفسي، ودور في إعادة تنظيم الوقت، وصياغة التفضيلات الشخصية.
الدور في الجانب اللغوي: وهنا للإعلام دور كبيرة على تطوير النواحي اللغوية وخاصة في مراحل التنشئة الأولى التي يتفاعل من خلالها الطفل مع هذه الوسائل ونتيحة الطور الحالي في وسائل الإعلام يمكن القول أن التفاعل أصبح متبادل ما بين المستخدم والوسيلة، هذا يجعل اكتساب اللغة وتطورها أكبر وفي مراحل متقدمة قد تكون وسائل الإعلام سبب في اكتساب لغات جديدة ولهجات جديدة تزيد الثروة اللغوية للأفراد وهذه العوامل سبب في اكتساب الثقة بالنفس والشعور بالتقدير والإنجاز.
الدور في الجانب الأخلاقي: وهنا قد نجد الأثر الإيجابي والسلبي في الوقت ذاته حيث أن تقديم الأخلاق والقيم عبر وسيلة بصرية سمعية فيها عدد من المثيرات الجاذبة سبب في تعزيز وتثبيت القيمة والخلق بطريقة فكرية أسرع ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع، ولكن من ناحية أخرى ونتيجة التطور الحاصل على هذه الوسائل أصبح المحتوى المتوفر عبرها بحاجة للرقابة الكبيرة من قبل دائرة الرقابة الحكومية ومن قبل الأهل حتى لا يتم ضح اخلاق منافية لقيم للمجتمع الذي يتم التواجد فيها، فمثلا الأخلاق التي تنظم العلاقات الاجتماعية في المجتمعات العربية مختلفة عن الأخلاق التي تنظم علاقات المجتمعات الغربية في بعض المناحي وهذا الأمر بحاجة إلى توجيه حتى لا يكون أثر اكتساب الأخلاق سلبي ومنافي لأهداف التنشئة المراد تحقيقها.
الدور في الجانب الفكري: هنالك الكثير من الجهات التربوية والعامة والتي يمكن من خلالها تقديم توجه معين عبر وسائل الإعلام خلال عملية التنشئة الاجتماعية بطريقة تساعد على التطور الفكري والمعرفي للأجيال الجديدة، وهنا نجد الاختلاف والتنوع الكبير بالمحتوى الإعلامي بحيث يلبي كافة الاتجاهات والميول ويتعامل مع كافة الفروقات الفردية، فنجد أن الجانب الفكري يتطور على مختلف الأصعدة العلمية والرياضية الفنية والموسيقية. ومن ناحية أخرى الفكر قد يكون الإعلام سبب في توفير خبرات لا يمكن أن يتم توفرها على مستوى الأسرة بشكلها المادي أو في البلاد الذي يعيش فيه الفرد مما يساعد على تطوير حقيقي يراعي التنوع والاختلاف والشمولية.
الدور في الجانب السلوكي: تقدم وسائل الإعلام العديد من السلوكيات الناتجة عن ايدلوجيات مختلفة قد تكون عقدية سياسية اجتماعية.. الخ. ونتيجة اعتبار هذه الوسائل نوع من أنواع اكتساب المعرفة والتعلم، سيكون هنالك تقليد ونمذجه للسلوكيات المقدمة عبرها، وهنا يمكن القول أنها إيجابية أو سلبية حسب الأثر والأسس التي تقوم عليها.
الدور في الجانب العاطفي: تلبي وسائل الاعلام الحاجات العاطفية من الشعور بالحب والدعم والتعزيز والشجاعة والقدرة إما من خلال تقديم المحتوى الغير تفاعلي أو من خلال المحتوى التفاعلي المقدم عبر وسائل التواصل، وهنا هذا الأمر مهم جدًا لكنه بحاجة إلى التوجيه الكبير والتنظيم بحيث لا يأتي على أي جانب آخر من جوانب النمو عند التفاعل معها والاستعمال، ومن ناحية أخرى لا بد من معالجة المشكلات التي قد تكون سبب في وجود خلل في هذا الجانب وإحداث اضطراب عاطفي نفسي قدر الإمكان.
الدور في الجانب النفسي: قد توفر هذه الوسائل التوجيه النفسي المناسب والذي يمكن من خلالها فهم الذات والنفس من خلال المحتوى المختص، مما يعني توفير الأسباب الحقيقية التي تساعد على توفر بيئة آمنة لا يمكن توفيرها في بيئة الأسرة لعدم وجود الاختصاص المناسب أو الخبرة الحقيقة للتعامل مع مراحل النمو المختلفة وما فيها من مشكلات (خاصة في مرحلة الرشد).
وأرى ومن وجهة نظر شخصية أن لهذا الدور الصادر عن وسائل الإعلام أهمية كبيرة في عملية التنشئة وقد تكون الاهم، ومن ناحية أخرى يوجد أثر السلبي بما تقوم به من دور نفسي حيث قد يكون لها دور في إحداث نوع من التوتر والقلق بطريقة تجعل الفرد يفقد القدرة على إدارة النفس والذات وذلك في حال غياب التوجيه من قبل الأهل أو تقديم التغذية الراجعة والفهم الكافي خاصة في المراحل الحرجة من مثل المراهقة.
الدور في بناء الشخصية: تعطي وسائل الإعلام الأجيال الجديدة بعض التوجهات والأفكار والمعايير والمبادئ التي تلعب دور كبير في بناء الشخصية وتحديد ملامحها وذلك بعد الاطلاع الكبير على مختلف الثقافات والأساليب في التعامل والأفكار والمبادئ والعقائد والأهداف وطرق تحقيقها والسمات الشخصية للأشخاص ومدى أثرها على الحياة، هذه كلها مجتمعة سبب في أن يطور الفرد شخصية متفردة في تختلف عن أي شخصية أخرى.
دور في إعادة تنظيم الوقت: نتيجة التفاعل ما بين الوسيلة الإعلامية والفرد في عملية التنشئة الاجتماعية سنجد أن لهذه الوسائل دور في تحديد أوقات اليوم، وهنا قد نجد الجانب السلبي والإيجابي، والسلبي المتمثل بالإدمان وتخصيص الوقت الكامل للتفاعل مع هذه الوسائل بطريقة يفتقد فيها الفرد القدرة على اكتساب المهارات التي تحقق النمو السليم في الجوانب المختلفة، والإيجابي متمثل في استخدام هذه الوسائل بالحصول على معلومات توفر التطور السليم والصحيح في جوانب النمو ضمن أوقات محددة.