كيف يتم فسخ الخطبة بعد قراءة الفاتحة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الخطبة بكسر الخاء: لا تعتبر عقداً للنكاح، بل هي وعد بالزواج، وبالتالي لا يترتب على فسخها أحكام شرعية.
- ولكن قال أهل العلم: إذا كان الرفض من قبل الفتاة فعليها أن ترجع الأشياء الموجودة مما قدمه لها الخطيب كهدايا أو جزء من المهر المتفق عليه، بخلاف الأشياء التي أكلتها أو لبستها، مع ضرورة مراعاة العرف في نفس المجتمع. (يعني تعمل الفتاة حسب المعروف في هذا المجتمع الذي تعيش فيه في مثل هذه الأمور - شرط أن لا يخالف العرف تعاليم الدين الإسلامي).

- أما إذا كان الرفض من الشاب فلا يأخذ شيء مما قدمه كهدايا، أما إذا قدم شيء من المهر وأراده فيأخذه.

- قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله: " وقد كتبت عن الإمام أحمد فيما إذا أهدى لها هدية بعد العقد، فإنها ترد ذلك إليه إذا زال العقد الفاسد؛ فهذا يقتضي أن ما وهبه لها سببه النكاح؛ فإنه يبطل إذا زال النكاح، وهو خلاف ما ذكره أبو محمد وغيره. وهذا المنصوص جار على أصول المذهب الموافقة لأصول الشريعة، وهو أن كل من أهدى، أو وهب له شيء بسبب: يثبت بثبوته ويزول بزواله...

ولو كانت الهدية قبل العقد، وقد وعدوه بالنكاح، فزوجوا غيره: رجع بها. والنقد المقدم محسوب من الصداق، وإن لم يكتب في الصداق، إذا تواطئوا عليه، ويطالب بنصفه عند الفرقة قبل الدخول؛ لأنه كالشرط المقدم، إلا أن يُفتَوا بخلاف ذلك.

- كما أن فسخ الخطبة جائز وموافق لقواعد الشرع والعقل، وهو لا يختص بالشاب دون الفتاة وإنما هو حق مشترك لهما، فلكل منهما فسخ الخطبة، لأنه ربما ظهر لأحدهما في الآخر عيب لا يرضاه أو خلق ينفر منه، فلو أن فتاة تقدم إليها رجل فوافقت عليه، ثم تبين لها بعد الخطبة ما ينفرها منه كفظاظة خلقه أو دمامة شكله أو عدم عفته، فهل من العدل أن يكون إتمام الزواج واجباً عليها وفسخ الخطبة حرام؟

- وننبه السائل وغيره إلى ضرورة التزام الضوابط الشرعية في مسألة الخطبة فلا إفراط ولا تفريط - فالمخطوبة لا تزال أجنبية عن خاطبها فلا يجوز الخلوة بها أو الخروج معها ولكن يجوز الأحاديث السليمة التي ليس فيها محرم ولا تعاون على محرم كنظرة الزوج إلى الزواج بشكل عام وما هو هدفه من الزواج، وما هو رأيه بالإنجاب مبكراً أو الانتظار فترة بعد الزواج، وما هو رأيه أو رأيها في مسألة السكن وعمل الزوجة أو إكمال تعليمها إن هي أرادت ذلك وغيرها من القضايا التي تهم الخاطبين والتي يجب أن يكونوا متوافقين حولها قبل عقد الزواج أو قبل الدخول بها.

- أما ما نراه في بعض المجتمعات الإسلامية من إفراط في علاقة الخاطب بمخطوبته كالخلوة بها والخروج معها لوحدهما ، والسهر لغاية الفجر، أو السفر معها وغيرها من العلاقات الموسعة فهذا كله لا يجوز شرعاً وتأثم الفتاة وأهلها والخاطب كذلك - وحتى لا يأخذ الخاطب ما يريده منها ثم يقوم بفسخ العقد والبحث عن فتاة أخرى!!! فمن باب سد الذرائع ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح ينبغي أن تكون العلاقة بين الخاطبين شبه رسمية وبحضور أهل الزوجة قدر المستطاع حتى لا يأتي يوم وتندم فيه المخطوبة!!

- وسمعة البنت التي يتم فسخ خطوبتها غير جيدة في مجتمعاتنا للأسف !! وبالتالي لا بد من التأني في موضوع الخطبة والسؤال والتحري وفق الأسس الشرعية لاختيار كل من الخاطبين للآخر.

- المصادر :
1- موقع اسلام ويب
2- موقع الإسلام سؤال وجواب