كيف يتم توزيع العائدات الضخمة للحج وكم تكون بالمتوسط

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 - إن كيفية توزيع عائدات الحج والعمرة هو خاص بالسلطات السعودية والجهات المختصة بالذات وعلى راسها وزارتي الحج والعمرة ووزارة الداخليه والجوازات .

- وقد يذهب من هذه العائدات إلى رواتب العاملين في تلك الوزارات والعاملين خاصة في شؤون الحرمين، وأعمال الصيانة الدورية لكل مرافق الحرمين ونقل مياه زمزم إلى المدينة المنورة، وغيرها من مصروفات، وما يتبقى يوضع في خزينة الدولة.

- والحج هو ركن الإسلام الخامس ويتعلق بالبدن والمال (القدرة البدنية والقدرة المالية) وتعتبر عائدات الحج والعمرة ثاني أكبر مصدر للدخل في السعودية بعد النفط والبتروكيماويات.- وهذه الشعائر تمكن السعودية من تحقيق إيرادات تصل إلى ( 12 مليار دولار سنوياً) منها ما يفوق 6 مليارات دولار في موسم الحج فقط، ويمثِّل كل من الحج والعمرة معاً 20 بالمائة من الإيرادات غير النفطية في المملكة.

- ويستفيد قطاع السياحة من الحج والعمرة إلى حد بعيد جداً - بحيث تستفيد الفنادق بمختلف تصنيفاتها من النجمة الواحدة إلى الخمس نجوم من السياحة الدينية، والأمر سيان بالنسبة للمطاعم، وكلاء السفر، وشركات الطيران، وشركات الهاتف المحمول، ومصنعي ومستوردي الهدايا، حيث تكسب كل هذه الجهات مبالغ مالية ضخمة أثناء الحج، ومن جهة أخرى تستفيد الحكومة السعودية من الضرائب المفروضة على مختلف تلك الخدمات.

- حتى أن جميع الدول التي يخرج منها الحجاج والمعتمرين تستفيد كذلك على نحو مباشر وغير مباشر من موسم الحج والعمرة، خاصة شركات الطيران، ولكن من ناحية أخرى قد تعاني من بعض الضرر الناتج عن الضغط الكبير الممارَس على عملاتها المحلية، حيث يضطرّ الحجاج إلى استبدال كميات كبيرة من عملاتهم المحلية بالدولار واليورو والريال السعودي، وبالتالي يتأثَّر ميزان مدفوعات هذه الدول المرسلة للحجاج سلباً بفعل خروج العملات الصعبة منها.

- وفي الفترة الأخيرة تسعى حكومة المملكة العربية السعودية إلى تنويع مصادر الدخل من غير النفط، وقاموا بوضع رؤية اقتصادية تسمى رؤية ( 2030 ) فكان الحج والعمرة أولى أولويات هذه الرؤية التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان سنة 2016، مع ضخّ استثمارات بنحو 50 مليار دولار بغية رفع عدد الحجاج والمعتمرين إلى 35 مليون شخص سنوياً، ويعتبر الرقم ضخماً جدّاً، لذلك فهو يضع تحديات لوجستية جمّة على المملكة.

- وفي سبيل مواجهة تلك التحديات، قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي بإطلاق شركتين هما "رؤى الحرم المكي" و"رؤى المدينة" اللتين تهدفان إلى تطوير عدّة مشاريع من أجل رفع الطاقة الاستيعابية لاستضافة أكبر عدد من الزوار لبيت الله الحرام، وهناك أيضاً العديد من الشركات الأخرى العاملة في مجال التوسعة. وهذا ما يفسِّر استمرار أعمال التطوير والتوسعة.

- وفي علم الاقتصاد يعتبر الطلب على الحج والعمرة غير مرن، أي أنه لا يتأثَّر بارتفاع الأسعار، لكون الحج ركنا من أركان الإسلام واجبا على القادر مادياً وبدنياً، ومع ارتفاع أعداد المسلمين في كل أنحاء العالم سيكون الطلب على الحج والعمرة في تزايد مستمر، حيث يُقدَّر عدد المسلمين في العالم حالياً بـ 1.8 مليار نسمة، ويمثلون قرابة ربع سكان الكرة الأرضية.

- ووفقاً لمركز Pew Research Center الأميركي يعتبر الدين الإسلامي الأسرع نمواً في العالم، وبحلول سنة 2050 سيصل عدد المسلمين على سطح المعمورة إلى 2.7 مليار نسمة، أي ما يقارب ثلث سكان الأرض، وبحلول سنة 2070 سيصبح الإسلام أكبر ديانة على وجه الأرض، وارتفاع عدد المسلمين يعني ارتفاع عدد الحجاج والمعتمرين، وهذا ما يعني بدوره ارتفاع التدفقات النقدية الداخلة إلى خزينة الحكومة السعودية.

- ويتجاوز حجم الطلب على الحج حجم العرض منذ عدّة سنوات، وهذا راجع إلى قيام السعودية بتحديد حصص الحج بناءً على اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي والتي تسمح بـ 1000 حاج لكل مليون من إجمالي السكان في كل بلد إسلامي، ويمكن لنا أن نتخيل حجم الإيرادات التي ستجنيها السعودية إن فتحت الباب على مصراعيه أمام كل الراغبين في أداء فريضة الحج، ولكن إن حدث ذلك فستخرج الأمور عن السيطرة ولن تتحمَّل البنية التحتية للمملكة تدفُّق الأعداد الهائلة من الحجاج.

- إلا أن موسم الحج يتأثر بالذات قد يتأثر بالأحداث العالمية كالإرهاب والأمراض الفتاكّة والمعدية كمرض كورونا وغيره - مما يؤثر على عدد الحجاج والمعتمرين ، وبالتالي يؤثر على العائدات المالية السنوية الضخمة من هاتين الشعيرتين، كما حصل في موسم  العام الماضي 2020م حيث توقفت العمرة لمدة طويلة واقتصر الحج على عدد قليل جداً من حجاج الداخل فقط ، ولا يزال تأثير هذه الجائحة على موسمي الحج والعمرة لغاية هذه اللحظة .

- المصدر : https://www.alaraby.co.uk