كيف يتم اكتشاف الدواء من منتج طبيعي ؟

يحدث اكتشاف الدواء بشكل عام  إمّا عن طريق الصدفة مثل اكتشاف البنسلين من  الفطريات، أو من خلال البحث الممنهج الدقيق الذي قد يعتمد في حالة المواد الطبيعية على الاستخدام الشعبي والتاريخي لأعشاب معينة، أو ملاحظة أثر معين لها عند التعرّض لها،  كما أنّه في وقتنا الحالي تساعد التكنولوجيا في التعرف على المركبات التي تُشبه في تركيبها مادة دوائية موجودة فيتم فحصها لاحتمالية تشابهما في التأثير الفيسيزلوجي أيضًا بعد أن يحدد الباحثون النبتة التي قد تكون مصدر لدواء جديد فإنّ ذلك يتبعه الأبحاث الكثيفة، والمعقدة لاستخلاص والتعرف على المادة المسؤولة عن الأثر المرغوب وعزلها عن المواد الأخرى التي قد تتسبب بالأعراض الجانبية، ثم دراسة أثرها على الحيوانات، ومدى أمنها بعد ذلك الدراسات السريرة على الإنسان، وغيرها من الإجراءات المعقدة، والدقيقة.

هناك الكثير من الأدوية التي تم استخراجها من مصادر ومنتجات طبيعية و هذا أساسا هو العلم الذي نشأ منه علم الصيدلة حيث كان يتم غلي أو نقع النباتات التي يتوقع أن لها آثارا دوائية واستعمالها أو تنشيفها و طحنها على شكل مسحوق و استعمالها و لكن مع التطور بدأت تخرج طرق لاستخراج المواد الفعالة من المصادر الطبيعية بطرق متنوعة و مختلفة و تنقيتها من الشوائب والمواد الأخرى التي قد تكون سامة في بعضها وهذه الطرق هي ليست سهلة ولا يسيرة وتحتاج إلى بذل وقت و جهد كبيرين و هناك الكثير من الادوية التي تم اكتشافها من منتجات طبيعية بمحض الصدفة ولكن الخطوات التي تليها هي التي تكون صعبة .  

اكتشاف الدواء من منتج طبيعي ، عملية معقدة وتحتاج لدراسات دوائية مطولة ودقيقة ، بحيث يتم الاعتماد على كون بعض النباتات العضبية أثبتت فعاليتها في علاج أمراضًا معينة فيتم تحليل التركيبة الكيميائية للنتية واستخلاص التركيبة الكيمائية الخاصة بها ومحاولة إسقاط هذه التركيبة على تركيبات دوائية أخرى ومن المهم التنويه لكون علم النباتات الكيمائية وعلم كيمياء النبات كلاهما من العلوم القائمة بحد ذاتها ، ويتم تحديد الفعالية والأعراض الجانبية والتفاعلات بناءًا على التركيبة الكيميائية.