ينبغي للإنسان أن يرتقي بوعيه إلى مستوى يمكنه من استيعاب كل البشر على اختلافهم وتنوّعهم وتقبّل الآخر كما هو دون الحكم عليه ولن نتمكن من ذلك حقيقة إلّا حين نصل إلى الحب اللامشروط واللامحدود الذي يجعلنا نحب كل الناس إجلالا لخالقهم جلَّ وعلا مع غضِّ الطرف عن مساوئهم ومعايبهم وأخطائهم. نحبهم لأنهم مخلوقات ربنا الله جلَّ في علاه ونكرمهم بإكرام الله لهم ومحبتنا لله خالقهم لا لشيء آخر .
حين نرتقي إلى هذا المستوى من الوعي النوراني والكمال الروحاني يمكننا تفهّم كل إنسان ومعاملته بالرحمة والحب والحنان. وما أحوجنا الآن لا سيما في هذا الزمان آخر الزمان أن نجتهد للوصول إلى هذا الُّرقي والترّقي إلى هذا المستوى من التعامل والوعي فقد انتشر التنافر بين البشر ولم يعد الناس يحتملون أدنى أذى او إساءة أو حتى مجرد اختلاف في وجهات النَّظر لأن النفوس الأمارة هي المهمينة وهي الحاكمة على غالبية البشر وطالما هنالك نفوس متنافرة فسيكون بينها نزاعات بين الأنوات المزيّفة لكن إذا صفت القلوب وارتقت إلى الإتصال بالروح التي هي منبع الحب والسلام والبهجة لاتصالها بالمصدر الإلهي في كل لحظة فسيشعُّ الحب والتفاهم والإنسجام بإشراقاته النورانية على الدوام.