كيف وزع الله تعالى الجمال على عباده

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
من حكمة الله تعالى عندما أراد خلق آدم أبو البشر عليه السلام أرسل ملك من الملائكة ليقبض من الأرض قبضة فنزل فقبض من جميع أنواع التربة (التربة البيضاء والتربة الحمراء والتربة السوداء والتربة اللينة والتربة الصعبة) ليكون الخلق لاحقا كأشكال التربة منهم الجميل الأبيض ومنهم الأسمر ومنهم المائل إلى الحمرة ومنهم اللين ومنهم الصعب.

- وبخصوص جمال البشرة فقد حاز سيدنا يوسف عليه السلام نصف جمال أهل الأرض كما تقول الأحاديث الصحيحة حتى أن النسوة قطعّن أيديهن من شدة جماله!

- وسيدنا ولكن سيدنا آدم عليه السلام كان أجمل منه، بينما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان أجمل منهم الاثنين عليهما السلام.

- وقد يتفاوت الجمال كذلك نتيجة لعدة عوامل منها:
أولاً: البيئة، فالبيئة لها دور كبير في تحديد لون البشرة، ولهذا نجد البيئة الحارة كجنوب أفريقيا ودول الخليج العربي وغيرها يغلب على لون بشرة سكانها اللون الحنطي أو الأسود، وقليل من يكون لونه أبيض، بينما البلاد الباردة مثل الدول الأوروبية وغيرها فيغلب على سكانها البياض.

ثانياً: الوراثة، فالعرق دساس فالذي يكون أجداده لون بشرتهم أبيض غالباً يكون لون بشرته أبيض والعكس صحيح.

ثالثاً: النسب (الزواج) يعني كثير من الحالات قد يكون الرجل أسمر والمرأة جميلة فيكون فيأتي الأولاد جميلين أو العكس.

- ولو نظرنا إلى بديع خلق الله تعالى وصنعه لرأينا المسحة الجمالية تعبر دائمًا وأبدًا عن عظمة الله الخالق المبدع، ولنتأمل قوله تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾ [سورة الملك: 3، 4].

- والإنسان يرى في كل لحظة من لحظات حياته الجمال الذي خلقه الله تعالى في الكون:
- فيرى السماء ونجومها وكواكبها: ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴾ [سور الصافات: 6].

- ويرى الأرض وما فيها من أنواع الجمال: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾ [سورة الكهف: 7].

- ويرى الإنسان جمال صورته: ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [سورة غافر: 64]، ويتَّضح هذا جليًّا في جمال الخلق وتوازن تركيبه، فانظروا إلى مكان الرأس من الجسد، واللحم من العظم والجلد من اللحم، واختلاف سماكة ذلك أو طراوته، ومتانته بحسب حاجة الكائن، كالمولود عندما تكون جمجمته عند الولادة طرية، فما تلبث أن تتماسك وتصبح في غاية الصلابة بعد الولادة، وتناسق الأطراف من أيادي وأرجُل، وتموضع الأعين والآذان، والأجنحة والأنوف، والمناقير، والأسنان والأضرس والألسنة، وعدم اختلاطها، أو سوء تركيبها من أعظم آيات الله، ناهيك على التأثير المباشر لهذه الظواهر الجمالية في علاقة الكائن بجنسه أو بغير جنسه، وينتظم جمال الخلق كله في قوله تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، وقوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ [السجدة: 7].

-وعليه: فالجمال موزع بين الخلق بحكمة الخالق، وليس هو المهم فالمهم هو جمال الباطن وليس جمال الظاهر، ففي الحديث الصحيح: (إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) متفق عليه.

- وكثير من الناس يحرصون على جمال الظاهر، فيكون أجمل ما فيه شكله أو لباسه أو سيارته أو تسريحة شعره، ولكن باطنه ملئ بالنفاق والغش والرياء والحقد والحسد، فحري بالمسلم أن لا يكون أجمل ما فيه هو لباسه! بل يجب أن يكون أجمل ما فيه هو تدينه وخلقه وتعامله وتقوى الله تعالى في قلبه، وإخلاصه في عمله. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة