كيف ورد ذكر طائر الديك في الكتاب المقدس

2 إجابات
profile/آمنة-عفانة
آمنة عفانة
الفقه الاسلامي
.
١٢ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ذكر طائر الديك في الكتاب المقدس
ذكر الديك في الكتاب المقدس كدلالة على تحقق نبوءة المسيح بمخالة التلميذ بطرس له فقد جعل المسيح علامة إنكار بطرس هي صياح الديك وقد تم ذكرها في الأناجيل الأربعة.

الرواية التي ذكرت في الأناجيل (متى 26: 33-35، لوقا 33: 22-34، يوحنا 13: 36-38، مرقس 29: 14-31)
"
تنبَّأ السيد المسيح خلال العشاء الأخير عن إنكار بطرس له، وذلك قبل صياح الديك ثلاث مرات كما أخبر تلاميذه جميعًا بأنهم سيشكون فيه تلك الليلة. "

نرى من خلال هذا النص اتفاق الأناجيل على أن الديك لن يصيح حتى ينكر بطرس المسيح ثلاثا لكن قد جاء عند بعض كتاب إنجيل مرقس أنه لن يصيح الديك مرتين حتى ينكر بطرس المسيح ثلاثا " وَصَاحَ الدِّيكُ ثَانِيَةً، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ الْقَوْلَ الَّذِي قَالَهُ لَهُ يَسُوعُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَلَمَّا تَفَكَّرَ بِهِ بَكَى "

وهذا الاختلاف لم يختلف عليه أهل الكتاب لكون جميع الأناجيل أجمعت على عدم صياح الديك مطلقا قبل انكار بطرس وأن لا خلاف في العدد وبذلك يكون قد تحققت نبوءة المسيح التي أخبلا بها تلاميذه في العشاء الأخير.

*المقصود بالعشاء الأخير: هو عشاء عيد الفصح اليهودي وهو آخر ما جمع المسيح بتلاميذه قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته وصلبه باعتقادهم*


قصة إنكار بطرس
اختلفت تفاصيل قصة إنكار بطرس من إنجيل لآخر ففي نظرهم أن الوحي لا يكون نص حرفي وإنما بإيصال الفكرة وقصة إنكار بطرس يشير إلى ثلاثة فصول كانت في حادثة انكار التلميذ بطرس للسيد المسيح في أثناء محاكمة السيد المسيح.

القصة من إنجيل (متى، لوقا):
 وقد تحقَّق الأمر في اليوم التالي، حينما تمت مواجهته بواسطة الجواري والخدم بمعرفته بيسوع، فأنكر ولعن، إلى أن سمع الديك فتذكر ما قاله له الرب، "وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا"
بسبب الاختلاف في تفاصيل القصة فقد تم تقسيم الإنكار إلى ثلاثة أقسام في كل قسم تم ذكر الشخصيات والزمن.

 الفرق بين يهوذا وبطرس
في ذكر قصة النبوءة وصياح الديك لابد لنا من التفريق بين شخصيتين مهمتين في هذا الباب وهما بطرس ويهوذا الفرق بينهما أن يهوذا خان المسيح وقد رتب جميع الإجراءات للإمساك به وإنكاره وقبض ثمن خيانته وبقي حتى يأس ثم انتحر أما بطرس فحاول النكران نتيجة خوفه من الإمساك به وضربه مثل سيده المسيح فأنكر ثم تاب ولم يبقى على إنكاره.

توبة بطرس
كما جاءت في الأناجيل:" انهار بطرس حينما نظر له الرب بعد إنكاره الثالث، وتذكَّر التحذير السابق، وذكرياته هو والجميع مع الرب يسوع، وكيف سقط من المستوى المرتفع الذي وضع نفسه فيه، وتحطمت ذاته وكبرياؤه أمام عينيه. وكان كافِيًا فقط أن يلتفت الرب له ليتذكَّر "فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا كان بُكاء توبة وندم وليس بكاء يأس وعدم نية للتغيير والتكفير عن الخطيئة مثل يهوذا. كان الرب يسوع يعرف كيف تحطمت نفسية بطرس بسبب ما فعل، لذا أراد أن يرفعه لمستوى أعلى..

فحينما قام السيد المسيح من الأموات أرسل ملاكًا ليقول لهنَّ: "اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" وهنا تخصيص لبطرس، لا لشيء سوى ليرفعه من ضيقه الذي وضع نفسه فيه. وبعدما "أَظْهَرَ أَيْضًا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ" تحدَّث مع بطرس وسأله ثلاث مرات هل يحبه، ليشير إلى إصلاح نفسية بطرس المنكسرة، ورد اعتباره كتلميذ ورسول، ومسامحة الرب له بعد توبته ."

الخلاصة أن الديك ذكر في النبوءة دلالة وعلامة على الإنكار  وارتبط ذكره بذكر التلاميذ وخاصة بطرس الذي تدور حوله القصة، ولا يعد الديك هو الطائر الوحيد الذي ذكر في المقدس بل ذكر العديد من الطيور غيره.

profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
ماجستير في علم اجتماع ديني (٢٠١٩-حالياً)
.
١٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
وردد ذكر العديد من الحيوانات والطيور في الكتاب المقدس في عدة مواضع، والديك واحدة من هذه الطيور، إلا أنه لم يتم ذكره في العهد القديم، واقتصر ذكره في العهد الجديد ارتباطاً بصياحه، أي أن مواضع ذكره للدلالة على صوت الصياح في أوقات محددة، للتدليل على الوقت.

من أبرز ما اقترن به صياح الديك، هو قصة التلميذ بطرس للمسيح وتنبؤ المسيح بذلك قبل وقوعه وتدليله على زمن وقوع الأمر بصياح الديك، وقد وردت هذه القصة في الأناجيل الأربعة المعروفة:

  • إنجيل متى: ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ: "الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ".
  • إنجيل مرقس: ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
  • إنجيل يوحنا: أَجَابَهُ يَسُوعُ: " أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (يوحنا 18/1): بَعْدَمَا انْتَهَى يَسُوعُ مِنْ صَلاَتِهِ هَذِهِ، خَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَعَبَرُوا وَادِي قِدْرُونَ.
  • إنجيل لوقا: وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. وَقَالَ لَهُمْ: "اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ إِنَّ الدِّيكَ لاَ يَصِيحُ الْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي". ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً.
في هذه النصوص استدلال على أن الديك لا يصيح حتى يقوم بطرس بإنكار المسيح، وتحقيق نبوة المسيح. وبذلك نجد أن دلالة ذكر الديك في الكتاب المقدس مرتبطة بهذه النبوءة ووقت تحققها.

وأما بالنسبة لسبب عدم ذكر الديك في العهد القديم، يرجع إلى الوقت الذي عرف الديك في مصر وفلسطين، حيث أن الديك من الطيور التي لم تكن منتشرة في فلسطين، فهي طيور آسيوية وجدت في إندونيسيا والهند، ويُعتقد أنه دخل إلى فلسطين عن طريق الرومان، حيث أنهم كانوا يربونه للطعام، بالإضافة إلى مصاراعات الديكة التي كانوا يعقدون مباريات خاصة لها.