من خلال تجربتي وملاحظتي للعلاقات بين للأشخاص من حولي، أرى أن العلاقة بين الأب وابنه في هذا العصر قد تقلصت عن الماضي، فقد غزت التكنولوجيا حياتنا، وأصبح الجميع منشغل بها، سواء الآباء أو الأبناء، مما جعل العلاقة بين جميع أفراد الأسرة أضعف مما كانت عليه في السابق.
فيجب أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء في العصر الحديث مبنية على الاحترام والتفاهم، حتى لا تنشأ الفجوة بين الأجيال؛ والتي تنشأ من عدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار هادف يؤدي إلى زيادة التواصل بين الجيلين، وفي نهاية الأمر تؤدي إلى تكوين علاقة متوترة وفي صراع دائم بشكل يومي.
فعلى الأب أن يقدم مظاهر الحب من خلال توفير المسكن، والملبس، والتعليم بالمدارس، والألعاب، لكن كل ذلك لا يغني عن وجود الأب الدائم مع الأبناء، والجلوس معهم، وحمايتهم من خلال التحاور معهم، ومحاولة معرفة ما يدور بأذهانهم، والعمل على مساعدتهم في حل مشاكلهم الخاصة، والتقرب إليهم دون فرض الرأي، وإبعادهم عن سلبيات مظاهر الحياة التكنولوجية الجديدة.
ولا بد أن تعلم بأن غياب الصداقة الأسرية يزيد الفجوة بين الأبناء والأهل، فيجب إنشاء صداقة قوية بين الأب وابنه، لخلق جو من الثقة والتفاهم بينهم، فمع اختفاء الصداقة تصبح العلاقة بينهم متوترة؛ لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار، وبالتالي حدوث خلاف مستمر؛ لكون لغة الحوار مفقودة، فينتج عن هذا الأمر فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء في العصر الحديث.