قد نستدل إلى دوافع الإنسان الحقيقية عن طريق سلوكياته لكنها ليست وسيلة ناجحة دائماً، فالإنسان ذو الدوافع الواضحة التي تتمثل حقاً في سلوكياته يمكننا الحكم عليها بشكل صحيح والاستدلال عليها من السلوك نعم، لكن ماذا نفعل إذا كان الشخص يتصرف بطريقة معينة لدافع آخر لا نعلم عنه، نحن لا نستطيع أن نكشف عن دواخل الأشخاص لذلك نعتمد على الظاهر في أغلب الأحيان، لكن لحسن الحظ هناك أمور أخرى يمكن أخذها بعين الاعتبار تساعدنا على الاستدلال على دوافع الإنسان الحقيقية:
- التناقض بين الأفعال والأقوال : السلوك الإنساني مدفوع بحاجات معينة، قد يكون الدافع هذا خارجياً وواضحاً مثل الطالب الذي قام بحل واجبه المدرسي في المادة الفلانية وإهماله في مادة أخرى لحبه لمدرس المادة، وربما يكون الدافع داخلي وفي هذه الحالة لا نستطيع الجزم بمعرفته إلا عن طريق إخبار صاحبه عنه، على سبيل المثال يخبرك شخص ما أنه يحبك ولا يستطيع الاستغناء عنه لكن تصرفاته تخبر العكس، حينها نعلم أن دافع الإنسان يناقض ما يفعل ونستطيع اعتماد التفسير الذي نتوصل إليه بأنفسنا عن طريق الحكم على الأفعال.
- المقارنة : يمكنك مقارنة تصرفات الشخص الذي يزعم بدوافع معينة مع شخص آخر متأكد من دوافعه لملاحظة الاختلاف، على سبيل المثال يمكن أن يزعم الشخص أنه يقوم بتصرفات معينة في بيئة العمل لأنه شخص مستقيم وواضح ولا يحب الخطأ لكن دافعه الحقيقي يكون لفت الأنظار أو أن يظهر بشكل جيد بالمقابل يظهر الآخرين بمظهر سيء، يمكنك حينها أن تقارن تصرفات هذا الشخص بأحد آخر تعلم يقيناً أن تصرفاته تعكس دافعه الحقيقي وتلاحظ الفرق، حيث أن الشخص الذي لا يحب الخطأ قد ينبهك بينه وبينك على خطأك بين من يحب الظهور على حساب الآخرين سينبه الجميع على خطئك.
- استعن بالآخرين : قد تراودنا الشكوك أحياناً في نوايا أو دوافع أحدهم لكننا نكذب أنفسنا لأننا لا نملك دليل سوى ما نشعر به، يمكنك في هذه الحالة سؤال الآخرين عن رأيهم وإذا وجدت الآراء جميعها متفقة وتؤيد ما تشعر به يمكننا حينها أن نثق بما نشعر لأننا لسنا الوحيدون الذين راودتنا الشكوك وهذا يعني أن التصرفات التي يقوم بها هذا الشخص هي المبهمة ويمكنك حينها سؤال الشخص والمواجهة لتتأكد من صحة هذه الشكوك.
- لغة الجسد : هي لغة قائمة بحد ذاتها تتحدث عن الكثير لكن بطريقتها الخاصة فالشخص الذي يخبرك أنه مرتاح بالجلوس معك لكنه يشبك ذراعيه أو يدفع بكرسيه بعيداً عنك أو يتجنب التواصل البصري ... الخ حينها تعلم أنه يكذب أو يخفي أمراً ما، لذلك ولمعرفة دوافع أحدهم الحقيقية يمكنك مراقبة لغة الجسد الخاصة بهم أثناء الحديث وأداء المهام وغيرها.