كيف نشكر الله تعالى على نعمة الصحة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
- من أعظم النعم التي أنعمها الله تعالى على الإنسان هي نعمة الصحة بعد ما أنعم الله علينا بنعمة الإسلام.
- ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ ) رواه البخاري
- ومعنى مغبون : اي محسود حسد حسن على نعمة الصحة والتي يستطيع من خلالها ممارسة العبادات وجميع أمورة الحياتية والمعاشية بكل جديّة وحيوية ونشاط .

- وفي حديث آخر يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أهمية استغلال الصحة -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " صححه الألباني .
- وهنا يذكر لنا الحديث بأن الإنسان معرض للمرض في أي وقت فينبغي له أن يستغل صحته بما هو مفيد كما ورد في الحديث النبوي (نعمتان مجحودتان: الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان)
- وقيل عنها مجحودة لأن أغلب الناس لا يتذكر هذه النعمة ولا يقدرها لكن من فقد هذه النعم حتما سيعلم قدرها وأهميتها في حياته اليومية.

- فصحت الأبدان هي نعم كبيرة وعظيمة جدل لمن يملكها فبفضل الصحة التامة يستطيع الإنسان أن يمارس جميع أموره اليومية بدون أي تعب أو مرض فيستطيع أن يذهب إلى عمله بقوة ونشاط وأن يذهب ويجيء ويمارس عبادته وطاعاته لله بكل يسر وسهولة .

- بينما الإنسان الذي ابتلاه الله تعالى بمرض أقعده أو ألزمه المكوث في الفراش فإنه بذلك لا يستطيع أن يمارس أي نشاط بسهولة وقد يمنعه ذلك من الذهاب إلى عمله أو ممارسة أبسط الأمور الذي اعتاد ممارستها وهو بصحة وعافية .

- فالصحة عظيمة جدا لمن أتم الله تعالى عليه صحته وعافيته ومن أجل ذلك أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بأن نصلي ركعتي الضحى  فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى)

- والمقصود بقوله (السلامى ) : هي العظام وأعضاء جسم الإنسان، وقوله  ويجزئ عن ذلك"؛ 
أي أنه  تسد صلاة الضحى عن الصدقة وتشمل الصدقة جميع مفاصل الجسم، 

- حيث يحتوي جسم الإنسان على ثلاثمائة وستون مفصلًا ويتطلب كل  مفصل صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم،  وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن صلاة الضحى تسد الصدقة عن جميع هذه المفاصل بإذن الله تعالى.

- وهناك بعض الأمور التي يمكن للمسلم أن يشكر ربه على هذه النعم نذكر منها:
  1. أن يشكر الله على نعمة الصحة بأن يحافظ عليها من المعاصي .
  2. أن يستعمل بدنه في طاعة الله تعالى وأن يتجنب المعاصي والآثام ويكون ذلك بتأدية الصلوات الخمسة بكامل أركانها وصوم رمضان وحج البيت والاعتمار وغيرها من العبادات.
  3. أن يكسب الرزق الحلال المبارك وأن يبتعد عن مال الحرام .
  4. أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
  5. أن يشكر الله تعالى بالدعاء لما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام  أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ( “يا معاذُ واللهِ إني لَأُحبُّك” وقال “أوصيك يا معاذُ لا تدَعَنَّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ أن تقول : اللهمَّ أَعِنِّي على ذِكرِك وشكرِك، وحُسنِ عبادتِك) اسناده صحيح .     
  6. وأن يحمد الله تعالى على كل شيء فإن الحمد لله تدل على الرضا وشكر النعم .         
  7.  الإكثار من الصدقة: لأنها تعد  من  أوجه شكر الله تعالى، وبها ينال  العبد رضا الله تعالى والأجر والثواب 
  • فينبغي على المسلم الذي من الله عليه تعالى بكامل الصحة أن ينظر إلى المرضى ويعرف قيمة النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى عليه بها. وسترى نعمة القوة والصحة والعافية التي أنعم الله عليك وقد متعك بالقوة والرفاهية والصحة .