عن الجمال وأصله قد سألت وأشرت في هذا السؤال وعمّن ليس له في الحسن ثاني من هو مجلى لتجليات الجمال الإلهي وعمّن كملت محاسنه فيفنى الزمان ولا تفنى محاسنه ولا تشبع العين من النظر إلى سناء طلعته البهية ولا يكتفي القلب من ذكر أوصافه المحمدية وإن كان يوسف عليه السلام قد أعطي شطر الحسن فقد أعطي الحبيب المصطفى الجمال كله.
كان صلوات ربي وسلامه عليه أبيضا مشربا بحمرة تجري الشمس في وجناته الوردية.
وكان في وجهه تدوير وكان وجهه يشع كالقمر ليلة التمام. أدعج العينين أكحل مفلجّ الأسنان إذا تبسم تفتر ابتسامته عن مثل حبات اللؤلؤ او الغمام وإذا تكلم يرى النور خارجا من بين ثناياه عليه الصلاة والسلام. وكان شعره الليلي أسود ليس بالجعد القطط ولا بالسبط وكان احيانا يقصه إلى الشحمة الأذنية وأحيانا يرسله على كتفيه وقد يجعله غدائر أي جدائل تأسر القلب من حسنها وجمالها فما أبهاه وتبارك الله الذي خلقه في أحسن صورة وسوّاه.
وكان أقنى الأنف أجلى الجبهة كأنما الصبح من جبينه يتبدّى. وكان ميمي الفم نوني الحاجب حواجبه هلالية وأهدابه طويلةٌ ليلية لا تفارق الإبتسامة محيّاه.. فطوبى لمن رآه وكحّل ناظريه بجماله المحمدي عليه أجمل صلوات الله وأكمل صلوات الله وأفضل صلوات الله.