كيف نصر الله تعالى نبيه صل الله عليه وسلم بسورة الكوثر

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لقد نصر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من خلال إنزال هذه السورة التي يرد فيها على من أهان النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا ولد له وأنه مبتور ومقطوع من الذريّة.
- حيث أن العاص بن وائل السهمي رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدّثا، وأُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد، فقالوا: من الّذي كنت تتحدث معه. قال: ذلك الأبتر، وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله بن رسول الله وهو من خديجة، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر، فسمته قريش عند موت ابنه أبتر، ومبتوراً فأنزل الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) سورة الكوثر (1-3). وهذه السورة مكية.

- فقول الله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) هي بمثابة الدفاع والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: فالشائن هو المبغض والعدو والمقصود به هنا أبو لهب الذي كان يقول أن محمد أبتر أي ليس له أولاد فعندما مات ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال: بتر محمد الليلة. فأنزل الله في ذلك (إن شانئك هو الأبتر).

- فقوله تعالى (إن شانئك) ذكره بوصفه لا باسمه، ليتناول كلّ من كان مثل حاله. وأعرب بذلك عن أنّ عدوه لم يقصد بوصفه بالأبتر، الإفصاح بالحق، ولم ينطق إلاّ عن الشنآن الّذي هو توأم البغي والحسد، وعن البغضاء الّتي هي نتيجة الغيظ، فبذلك وسمه بما ينبئ عن المقت الأشدّ، ويدلّ على حنق الخصم الألدّ.
 
- وقيل أن حادثة نزول هذه السورة كما يرويها أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغفى إغفاءة، فرفع رأسه مبتسما، إما قال لهم وإما قالوا له: لم ضحكت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه أنزلت علي آنفا سورة ". فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إنا أعطيناك الكوثر) حتى ختمها، قال: " هل تدرون ما الكوثر؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب، إنه من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك). رواه أحمد

- فالكوثر نهر من أنهار الجنة هذا خاص للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته وهذا النهر حصاه من اللؤلؤ وترابه المسك، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل، وقيل من معاني الكوثر: الخير الكثير، وقيل هو حوض في الجنة.

- أما قوله (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) يعني فكما أن الله تعالى سيكرمك في الآخرة وسيعطيك الكوثر فعليك بإخلاص العبادة له والتي تتمثل في الصلاة، وقد جعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة.

- وأنحر:
أي ليكن نحرك ونسكك لله تعالى والمقصود هنا الذبح لله سواء كان هدي أم أضحية.

- وأما قوله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)
فالشائن هو المبغض والعدو والمقصود به هنا أبو لهب الذي كان يقول أن محمد أبتر أي ليس له أولاد فعندما مات ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال: بتر محمد الليلة. فأنزل الله في ذلك (إن شانئك هو الأبتر).

- والله تعالى أعلم.