كيف كان الرد على ادعاءات المكذبين بنبوة سيدنا محمد؟

1 إجابات
profile/إسلام-علي-الخضيرات
إسلام علي الخضيرات
ماجستير في الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزيه (٢٠١٩-حالياً)
.
١٣ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

أثناء بحثي عن الإجابة لهذا السؤال توصلت إلى الآتي:


الادّعاء الأول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مصابا بالجنون والصرع:

يَدّعي من أثار هذه الشبه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضعيف البنية الجسدية، وكانت تصيبه حالات وأعراض تشبه أعراض المصابين في مرض الصرع عندما يأتيه الوحي.


والرد على هذا الادّعاء:

1- بالقراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثه كان النبي من كرام القوم، وكان يُشهد له في عقله ويثق القوم به إلى أن سُمّي بالصادق الأمين، وكانوا يحتكمون إليه في مشاكلهم ويرضون بحكمه.

وبالعودة إلى القصة المشهورة عندما حدث الخلاف أثناء بناء الكعبة حول من يتشرّف من قريشٍ بوضع الحجر الأسود مكانه؛ فقالوا إن أول من يدخل عليهم الباب هو من سيضع الحجر، وكان النبي عليه الصلاة والسلام، فاحتكموا له بل ورضيوا به وبحكمه.

فهل من الممكن أن يحتكم كبار القبائل وشرفاء قريش إلى رجلٍ مصاب بالجنون أو فاقدٌ لعقله؟


2- ما كان يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم في بعض صور الوحي ليس بصرع ولا من أعراضه؛ لأنه لم يكن يفقد الوعي صلى الله عليه وسلم بل كان يدرك ماحوله ويتلو على أصحابه رضوان الله عليهم ما أُوحي إليه، بخلاف المصروع الذي يفقد عقله ولا يتذكّر أيّ شيء مما حصل معه، والدليل على ذلك قوله تعالى في "سورة القيامة: آية 16": (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ).

وقد نزلت هذه الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم تخبره بعدم القراءة والترديد مع الوحي؛ لأن الله تكفّل بحفظه، وهذا دليل أيضاً على أنه عليه الصلاة والسلام لا يفقد عقله أثناء الوحي.



الادّعاء الثاني: إن النبي صلى الله عليه وسلم ليس مصدره وحي جديد بل اللاشعور.


والرد على هذا الادّعاء:

هناك ردود كثيرة على ذلك لكن أعتقد أنّ من أقواها: الإعجاز الغيبي والعلمي فيما يبلّغه الوحي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأعني بالإعجاز الغيبي (النبؤات) أي:

إخباره عليه الصلاة والسلام عن أمورٍ غيبيّة ستقع في المستقبل، ومنها:

قال تعالى في "سورة الروم: 1-4": ﴿الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)، حيث نزلت هذه الآيات على النبي عليه السلام ردّاً على المشركين الذين جادلوا المسلمين في مكة قبل الهجرة عندما قالوا لهم: أتظنّون أنكم ستغلبوننا ها قد غلبت فارس.


أمّا الرد العلمي:

انفراد القرآن الكريم بذكر حقائق علمية، وكانت هذه الحقائق متطابقة تماما مع ما وصل له العلم التجريبي؛ مثل أطوار خلق الإنسان وغير ذلك من الأمثلة العديدة.

وهناك كتب عديدة وأبحاث جامعية مُحَكّمة تناولت هذا الموضوع بإسهاب مثل: "كتاب الأدلة العقلية على صدق نبوّة خير البريّة".