ورد ذكر طيور الأبابيل في سورة "الفيل" : قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) الفيل/1 ، 5 .
قال ابن كثير في التفسير : وقد اختلف في معنى كلمة أبابيل ، على أقوال :
فقال ابن عباس : يتبع بعضها بعضاً.
وقال الحسن البصري وقتادة : الأبابيل : الكثيرة.
وقال مجاهد : أبابيل : شتى متتابعة مجتمعة.
وقال ابن زيد : الأبابيل : المختلفة ، تأتي من هاهنا، ومن هاهنا، أتتهم من كل مكان .
واختار الإمام الطبري رحمه الله أن معنى " أبابيل " يشمل ذلك كله ؛ قال : " يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ طَيْرًا مُتَفَرِّقَةً، يَتَّبِعُ بَعْضُهَا بَعْضًا مِنْ نَوَاحٍ شَتَّى " .
وصف شكل الطير :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: " وَعِنْد الطَّبَرِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهَا كَانَتْ طَيْرًا خُضْرًا خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْر ، لَهَا رُءُوس كَرُءُوسِ السِّبَاع .
وَلِابْنِ أَبِي حَاتِم مِنْ طَرِيق عُبَيْد بْن عُمَيْر بِسَنَدٍ قَوِيّ : " بَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَنْشَأَهَا مِنْ الْبَحْر كَأَمْثَالِ الْخَطَاطِيف فَذَكَرَ نَحْو مَا تَقَدَّمَ " .
وهذه الآثار في شكلها يغلب على الظن أنها متلقاة من كلام اهل الكتاب إذ لم يرد في ذلك حديث صحيح ولا نقل صريح ، فالله أعلم بصحتها ، وهي علم لا ينفع فلو كان في معرفة شكلها نفع لأطلعنا الله على ذلك ، لذلك لم يكن هم الصحابة معرفة شكلها ولونها وعددها وإنما النظر في العبرة في قصتها و كيف سخرها الله حماية لبيته .
والله أعلم
المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب ( https://islamqa.info/ar/answers/)