كيف ذكر مكر النساء في القرآن الكريم

ورد ذكر كيد النساء في القرآن الكريم في قوله تعالى : (فلما رءا قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )( يوسف :٢٨)، لابد من العلم أن المكر و الكيد ليستا صفة ملازمة للنساء فتذم بها و إنما ذلك فهم متوارث مغلوط لفهم الاية وتفسيرها و تحميل النص القرآني معنى غير المقصود هنا، إنما المكر و الكيد صفة مكتسبة يكتسبها الانسان من تجاربه في الحياة و بإرادته الحرة فهو غير مسير في ذلك إنما هو في ذلك مخير و هي ليست صفة حكرا على النساء فنجد كثيرا مت الرجال يمكرون لغيرهم و يكيدون للاخرين. 

تفسير قوله تعالى “إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم” 

وردت الاية الكريمة في سورة يوسف و التي تحدثت في ثناياها عن أحداث قصة سيدنا يوسف عليه السلام بدءا من حب والده له ثم مكر إخوته وإلقائهم له في البئر ثم وصوله إلى عزيز مصر حيث ترعرع في قصره وبين أهله وغدا شابا قويا جميلا فاق جماله أقرانه، وهنا أعجبت امرأة العزيز به وفتتنت بجماله فتربصت به حتى حانت لها الفرصة المناسبة فغلقت الأبواب واختلت بسيدنا يوسف عليه السلام وراودته عن نفسه و ارادت منه أن يشبع رغباتها إلا أنه عليه السلام استعصم و أبى مذكرا إياها بفضل العزيز عليه و رفضه خبانته و هنا عندما هرع العزيز و حاشيته اليهما سارعت الى اتهامه عليه السلام بأنه هو من أراد ذلك إلا أنه أنكر ذلك و أخبرهم بحقيقة الأمر ليتدخل هنا أحدهم قائلا عن قميص يوسف عليه السلام حيث كانت امرأة العزيز قدته أثناء مراودتها له عليه السلام إن كان قد من قبل أي من الأمام فتكون هي صادقة و إن كان قد من دبر أي من الخلف فيكون عليه السلام هو الصادق فلما نظروا قميصه كان قد قد من الخلف فخاطب العزيز امرأته حينها بلطف قائلا إنه من كيدكن فجمع هنا جنس الإناث تلطفا في حديثه عن فعلتها فكانت هذه الاية نقلا لكلام ورد على لسان العزيز ولم تدل على مكر النساء بالعموم إنما دلت على تلك الحادثة بشكل خاص ، لذلك من الظلم أن تلصق صفة المكر و الكيد بالنساء كصفة ملازمة بحجة  ورود ذلك في القران الكريم فكما قلنا سابقا أن هذا تفسيرا مغغلوطا للاية فكيف يصف الله تعالى مكر الشيطان بالضعيف كما في قوله تعالى : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا )(النساء: ٧٦) ويصف كيد النساء بالعظيم  فهذا إذا يدل على أن الكيد الذي ورد في سورك يوسف إنما يقصد به كيد تلك الحادثة فقط.