لقد استشهد عم النبي صلى الله عليه وسلم (حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه) في غزوة أحد على يد وحشي بن حرب - وبعد انتهاء المعركة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتفقد الشهداء، فوجد عمه حمزة رضي الله عنه ببطن الوادي وقد مثل به وجدع أنفه وأذناه!!
- فعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم حزن عليه حزناً شديداً وقال: "لن أصاب بمثلك أبدا! ما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من هذا " ، ثم قال : " جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السماوات السبع" .
- فحمزة بن عبدالمطلب، أسد الله ، وأسد رسوله. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد، أخوه من الرضاعة، أرضعتهم مولاة لأبي لهب .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن تحزن صفية، ويكون سنّة من بعدي لتركته، حتى يكون في بطون السباع ، وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم"!!!
- فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل ، قالوا: والله لئن أظفرني الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب .
-فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب حمزة حباً جماً! فكان أخاه من الرضاعة، وتربه معه في الطفولة، وصديق العمر كله، وهو أسد الله ورسوله، وهو الذي مزق صحيفة المقاطعة التي علقتها قريش على الكعبة وكتب فيها مقاطعة قريش للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم فلا يكلموهم ولا يبيعوا لهم ولا يشتروا منهم ولا يزوجوهم ولا يتزوجوا منهم وتم حصارهم في شعب أبي طالب مدة ثلاث سنوات فجاء حمزة ومزق الصحيفة وأعلن إسلامه بالدين الجديد ففرح النبي صلى الله عليه وسلم أشد الفرح بإسلامه وكذلك فرح الصحابة رضوان الله عليهم.
- وكان من الرّجال الأبطال الصناديد الذين دافعوا عن الإسلام وبذلوا الروح والمال في سبيله.
- ويروي لنا وحشي قاتل حمزة، فقد جاء فى فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ( أنه عندما سأله عبيد الله بن عدى بن الخيار وقال له ألا تخبرنا بقتل حمزة؟
فقال وحشي نعم وقال: إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر فقال لي مولاي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة بعمى فأنت حر قال فلما أن خرج الناس عام عينين وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد خرجت مع الناس إلى القتال فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال هل من مبارز قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور اتحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب قال وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا منى رميته بحربتى فأضعها فى ثنته حتى خرجت من بين وركيه قال فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا فقيل لى إنه لا يهيج الرسل قال فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال أنت وحشى قلت نعم قال أنت قتلت حمزة قلت قد كان من الأمر ما بلغك قال فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني قال فخرجت.
- فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان قال فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس قال فرميته بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته قال قال عبد الله بن الفضل فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول فقالت جارية على ظهر بيت وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.) أخرجه البخاري