كيف تم اختراع لغة الشات وما الهدف من كتابة أحرف انجليزية بلغة عربية؟

كما يُقال الحاجة أم الاختراع...

ببساطة نشأت هذه اللغة بالتزامن مع النقلة النوعية التي أحدثتها شبكة الإنترنت في عالم الاتصالات، حيث أصبح هناك خيارات عديدة لبرامج الدردشة والمحادثات والتي سهلّت من تواصل الأفراد مع بعضهم بعض من خلال إرسال الرسائل وتبادلها بشكل مباشر وفوري، وبتكلفة مناسبة إذا ما تمّت مقارنتها بالمكالمات الهاتفية التي كانت ذات تكلفة عالية.

وفي بداية ظهور هذه البرامج، لم تكن تدعم اللغة العربية، حيث كان من أوائل شبكات المحادثة عبر الإنترنت هو ما يُعرف ببروتوكول الدردشة عبر الإنترنت IRC أو Internet Relay Chat، والذي كان في الغالب يعتمد على أنظمة اليونكس Unix، والتي لم تكن تُتيح استخدام الحروف العربية، لذلك ظهرت حاجة بعض العرب في الخارج من مُستخدمي شبكات المحادثة هذه إلى توظيف الأحرف الإنجليزية للتعبير والتواصل مع ذويهم في البلدان العربية.

ولكن رغم التحاق البلدان العربية بركب التقدم التكنولوجي، وانتشار الهواتف المحمولة وتطبيقات الدردشة الداعمة للغة العربية، إلاّ أن البعض استمر في استخدامه للغة الشات هذه أو ما عُرف حينها بمُصطلح "العربيزي" للدلالة على الخلط بين الأحرف الإنجليزية والكلمات العربية.

لقد تجاوز الأمر حينها موضوع الحاجّة إلى استخدامها، ليُصبح الموضوع نوعاً من أنواع "الموضة" التي قد يُستهزأ بمن لا يجاريها أو يستخدمها وقد يُتهم أحياناً بالرجعية والتخلّف، خاصّة بين أبناء جيل الشباب والمُراهقين آنذاك.

لم يجد العديد من الشباب حرجاً في كتابة نصوص طويلة باستخدام هذه اللغة، رغم أنّها صعبة وغير مريحة بالنسبة للمُرسل والمُستقبل على حد سواء، مما أظهر خوف لدى الكثيرين من ضياع اللغة العربية وحتى الإنجليزية، وإحلال هذه اللغة لتصبح لغة العصر الحديثة.

لكن يمكن القول إننا في الوقت الحالي نجد تراجعاً كبيراً في استخدامها، وقد عادت الغالبية العُظمى من المُستخدمين لاستخدام كل من اللغة العربية والإنجليزية في مواضعها دون أي دمج أو تحريف.

لذا أرجو أن تكون هذه الظاهرة قد انتهت واختفت إلى غير رجعة...