تكاثر أولاد سيدنا آدم عليه السلام عن طريق الزواج والحمل والولادة شأنهم شأن سائر البشر.
فالله سبحانه ابتدأ خلق آدم عليه السلام بيده الشريفة من طين ثم نفخ فيه الروح ، ثم خلق له من ضلعه حواء عليها السلام ليسكن إليها ، فحملت حواء من آدم وأنجبت ، فكانت تنجب في كل بطن توأم : ولد وبنت ، وتتابع حملها وإنجابها ، حتى قيل إنها أنجبت 120 ولداً وبنتاً .
فكان آدم عليه السلام يزوج البنت التي من البطن الأول للولد الذكر الذي من البطن التالي ، والبنت التي من البطن الثاني للولد الذكر الذي من البطن الأول ، وهكذا ، وبهذا الزواج كان يحصل الحمل للأنثى وتنجب وهكذا ولد الأحفاد وتناسل بنو آدم .
ولربما أشكل عليك مسألة كيف بدأ أول زواج لأولاد آدم مع أنهم إخوة من أب وأم واحد حتى وإن لم يكونوا من بطن واحد ؟
والجواب :
أن هذا لم يكن محرماً في شريعة آدم عليه السلام وقتها ، وإنما كان المحرم أن يتزوج الأخ من أخته التي ولدت معه في نفس البطن ، أما التي ولدت في بطن بعده فقد كان مأذوناً له التزوج منها في شريعة آدم ، والحكمة من ذلك واضحة : وهي ضرورة تكاثر البشر وتكثير النسل .
ولكن هذا صار محرماً فيما بعد ، بعد أن كثر البشر وتعددت قبائلهم وانتشرت أنسابهم فصار محرماً أن يتزوج الرجل من أخته وإن ولدت من بطن آخر ، كما هو محرم في شريعتنا ، ولو تزوجها اليوم لعد زواجه باطلاً وزنا إن كان يعلم .
وهذا ليس بمستغرب فقد يحل الزواج من أثنى في شريعة نبي ويحرم في شريعة نبي آخر كما قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً) ، كما كان يحل في شريعة يعقوب عليه السلام للرجل الجمع بين الأختين في الزواج ، بينما حرم في شريعتنا الإسلامية .
وقد روي أن سبب قتل ابن آدم لأخيه في القصة التي ذكرت في سورة المائدة ، أنه لما أراد آدم أن يزوج أخت الأول - الذي قيل أن أسمه قابيل - للثاني - الذي قيل أن اسمه هابيل - وأخت الثاني للأول ، وكانت أخت الأول أجمل من أخت الثاني ، رفض الأول وأراد الزواج منها ، فطلب منهم آدم أن يقربا قرباناً ليرى أيهما أحق إلى آخر القصة المشهورة .
والله أعلم