كيف تعمل التنشأة الاجتماعية على تشكيل شخصية الفرد؟

1 إجابات
profile/بشاير-نهاد-جابر
بشاير نهاد جابر
أخصائية نفسية
.
١٤ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً كبيراً في بناء شخصية الفرد وتشكيل القيم والأفكار التي يحملها، فالطفل منذ الولادة يتعلم بالملاحظة والنمذجة وهذا ما نصت عليه نظرية التعلم الاجتماعي ل Albert Bandura والتي اعتبر نفسي من أنصارها كونها تعتبر الحلقة الوسط بين النظرية السلوكية والمعرفية، ويقصد بالتنشئة المجتمعية المؤسسات الرسمية جميعها الرسمية كالمدارس ودور العبادة وغير الرسمية كالأسرة والبيئة.

البيئة هي المثال الأول للطفل في كل شيء ، وهذا يفسر الاختلاف في شخصيات الأفراد ضمن المجتمع الواحد عن الأفراد في مجتمعات أخرى، وهناك مجموعة من الطرق التي يساهم فيها المجتمع بالتّأثير في شخصية الأفراد وبنائها وهي ما يلي :

1. التقليد : يقلد الطفل كل ما يراه كونه ما زال صفحة بيضاء ولا يمتلك إدراكاً أو تصوراً مسبقاً يساعده في تقييم الأمور ومعرفة الصواب والخطأ ، والتمييز بين التصرفات الملائمة وغير الملائمة، فيقوم بتقليد كل ما يراه في البيئة المحيطة، لذلك تجد في بعض الأحيان الطفلة ذات العام تمسك الهاتف المحمول وتضعه على أذنها كأنها تتحدث على الهاتف على الرغم من عدم إدراكها لماهيّة هذا الجهاز لكنها تقلد الكبار من حولها، وقم بقياس هذا على كل شيء، على طريقة تعامل الأفراد من حولها مع الضغوط، أسلوب التعامل والحديث.

2. الملاحظة : يلاحظ الأطفال ردود أفعال الآخرين على سلوكات تحدث أمامهم ويستمدون منها تغذية راجعة، على سبيل المثال إذا تم عقاب طفل ما أمامه على سلوك معين، قد يمتنع عن القيام بنفس السلوك لأنه يتوقع نفس ردة الفعل في حال قام به، لذلك نجد أن أغلب الحالات التي يعاني فيها الأشخاص من ضعف في توكيد الذات أو مفهوم سلبي للذات يكونون قد ترعرعوا في أسرة يسود فيها جو من التعنيف النفسي أو التنمر وغيرها.

3. القدوة :
تعد القدوة نموذجاً للطفل وغالباً ما يكون أستاذ في المدرسة أو شخص كبير في دور العبادة، شخص يمثل كل ما يرغب ويميل إلى تحقيقه وتختلف القدوة عن التقليد أن التقليد يكون عام بينما القدوة خاصة، لذلك من المهم أن يكون هناك رقابة على الأشخاص الذين يتعامل معهم أطفالنا والنماذج التي يضعها المجتمع أمامهم.

4. الإعلام : يعد الإعلام سلاحاً ذو حدين كونها تترك أثراً كبيراً في نفس الطفل وتدخل في كل المنازل، من جانب يكون الأهل مطمئنين أن الأطفال يشاهدون الرسوم وبرامج الأطفال الهادفة والتعليمية، ومن جهة أخرى نحن لا نعلم ما هو محتوى هذا البرنامج وما هي القيم التي يشجع عليها والأفكار التي تغرسها، ربما يكون اعتياد الطفل على مشاهد العنف أو المثلية الجنسية وغيرها يجعله يألفها ويتقبلها بشكل غير مباشر دون أن يدرك ذلك.