إذا كنتَ ترغب فعلًا بتربية أولادك ومساعدتهم على النّجاح فعليكَ قبل كلّ شيء أن تكون قدوةً لهم في النّجاح والاستقامة والابتعاد عن الكسل وعن كل خطأ ورذيلة، ويمكن من خلال بعض الخطوات التّالية أن تدفعهم إلى النّجاح دون أن يمسّهم الفساد:
إن تربية الأبناء في عصرنا هذا أصبحت تعنى بأهمية بالغة ورعاية خاصة ونية خالصة، وأن أحسن تربية للأبناء هي التربية التي أوصانا بها الله تعالى في كتابه الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن كيفية تربية الأبناء تربية سليمة وصالحة تكون لنا أحسن خلف لأجمل سلف. نجد في سورة لقمان الحكيم لابنه مجموعة من الوصايا الخالدة، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم «وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم 13 ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون، يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير، يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير . / هي جملة وصايا لقمان لابنه يقصها لنا الله عزوجل لإنشاء جيل خلوق، مؤدب، يوحد الله، مطيع لوالديه، راض بقسمة الله عليه، يقيم الصلاة، ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف، شباب غير متكبر، أوصانا أيضا بالاعتدال في المشي وخفض الصوت والتكلم بأدب. هذه وصايا في بضع آيات من سورة لقمان. وهناك الكثير من النصائح والوصايا في القرآن الكريم جاءت في عدة آيات وهناك من السنة النبوية الشريفة، منها احترام الكبير؛ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر صغيرنا ولم يحترم كبيرنا» وأوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أيضا بتعليم الأطفال وتدريسهم. «علموا أبناءكم على سبع» كما أوصانا بتعليمهم الرماية والسباحة وركوب الخيل لبناء جسم قوي فارس متكامل. «علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل» وهناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة تصب في تربية جيل صالح يذكر الله ويوحده، نشأ صالح متكامل الصفات الحميدة.
من أراد التربية السليمة لأبنائه درس سيرة خير العباد محمد صلى الله عليه وسلم ويطبق تعاليمه وكيفية تعامله مع أبنائه، هناك آيات كثيرة تنص على تربية جيل مسلم، سني، موحد، مطيع لوالديه وجيرانه، ما علينا إلا أن نسير على خطى من كان قبلنا من الصالحين، فالحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.