يتحقق من خلال السمات والصور التالية :
1- ادعاء الألوهية والتكبر على الله تعالى وحكمه ونبيّه موسى عليه السلام ، بل جعل من نفسه معبوداً من دون الله عز وجل يتحكم بالناس، ويأمرهم أن يطيعوه، ويشرع لهم ما يراه متفقاً مع أهوائه ومصلحته ويدعي أنه الخير لهم.
- قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ} [القصص: 38]. -
2- الفخر والاعتزاز بالقوة والمال والجاه والسلطان ونسيان صاحب الملك الحقيقي في وهب هذه الأمور لم يشاء من خلقه ، بل ينسب هذه الأمور لنفسه معتمداً على حب الناس لمتاع الدنيا، ولذلك افتخر فرعون بأنه يملك الأرض الخضراء، ولديه الماء والأنهار والسلطان، قال الله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51].
3- إنكار الغيب والإيمان باليوم الآخر- فمنج الطغاة أنهم ينكرون الغيبيات بل ويعادونها - لأن ذلك يتعارض مع ما يريدون ولأن إيمان الناس بالغيب يحررهم من أسر العبودية لجبروت الظالمين، ويفسح أمامهم النظر في ملكوت الله عز وجل فيعرفون أن هناك مالكاً قديراً، وأن هؤلاء الطغاة بشر مخلوقون مثلهم انحرفوا عن شرع الله وتجبروا وظلموا، وأنهم سوف يمضون بعد حين ليواجهوا مصير العذاب ؛ لأن الله وحده يملك المصير، ويملك الموت والحياة. - قال الله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ . كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ العِقَابِ} [سورة آل عمران: 10-11].
4- تكذيب الدعاة والمصلحين ومعاداتهم والإفتراء عليهم بالتهم الباطلة والتنكيل، قال الله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ. فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ. قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} [سورة يونس: 75-77].
5-ولكل طاغية أتباع وأعوان :
- منهم من يعينه بالرأي للتضليل والإفساد وتزيين الباطل للناس وإنفاذ رغبات الطاغية مثل ( هامان ) .
- ومنهم من يعينه بالمال، ويستغل ويزداد كنزاً وغنى من المال (كقارون)
قال الله تعالى :{إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} [القصص:8]. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ} [سورة القصص: 38].
- فرعون اللعين هو أكبر طاغية وهو رأس الطغيان والكفر والإلحاد في الأرض !!
- فهو الوحيد من المخلوقات الذي تجرأ على الله تعالى وأدعى الألوهية!!
-وبذلك يُعد كفر فرعون من أشد وأخطر وأكبر وأقبح أنواع الكفر بالله تعالى .
- والطغيان هو : مجاوزة القدر والغلو في الكفر، والإسراف في المعاصي وهذا ما حصل في شخصية فرعون وأعوانه .
- وكفر فرعون عقدي وسلوكي :
- عقدي حيث ادعى الألوهية .
- وسلوكي حيث أباح لنفسه القتل والتعذيب والسبي .
-وفرعون ولد كافراً وعاش كافراً ومات كافراً ، وكان كفره بالوارثة تبعاً لآبائه وأجداده ، وكان كفره إستكبار وإعراض وعناد وبغي وحسد .
- ووردت قصة فرعون في سبع وعشرين سورة من سور القرآن تمثل فيها طغيان وتطبر وجبروت فرعون وجنوده .
- ففرعون يمثل كل طاغية في هذا الزمان يمارس الظلم والقتل والتشريد والتجويع والتعذيب لمعارضيه أو لغيرهم .
- وقوم فرعون يمثلوا أي مجتمع خانع وخاضع للطاغية بسبب ذلهم وهوانهم وخوفهم من بطشه !