هو سؤالٌ واقعيٌ جدًا، حيث هنالك الكثير من الناس الذين لا يعرفون كيف يمضون وقتهم خلال اليوم، ولا يعرفون حتى أين يجدون سعادتهم. ولعل السبب الرئيس في ذلك ان هؤلاء الأشخاص لم يسبق لهم وأن يبحثوا عن ما يعجبهم أو يكتشفوا الأمور الممتعة بالنسبة لهم لاستغلال الوقت بشكل مسلي ومثمر.
ربما بالحديث عن يومي استطيع اعطائك بعض الأفكار التي قد تساعدك في صنع يومك بالشكل الذي يسعدك. وإن كان قد يساعدك التخطيط فلما لا!
بالنسبة لي فإنني ألجأ للتخطيط في بعض الأحيان عندما يكون في جدولي ساعات عمل أو مواعيد محددة. إن التخطيط من شأنه أن يسهل علي تقسيم الوقت حد أجد الوقت الكافي للاستمتاع ولا أنشغل طوال اليوم بالعمل العشوائي بسبب سوء التنظيم والتخطيط.
منذ فترة ليست بالقصير، اعتدت أن أقوم بعمل خير لأشخاص محتاجين ولو حتى بشكل بسيط يوميًا. فمثلًا أضع مبلغًا صغيرًا في صندوق الصدقات الذي صنعته بنفسي، وأرسله لمن يستحق كلما امتلئ. أو أقوم بإرسال طبقٍ من الطعام لشخصٍ أعلم أنه محتاج. إن أفعال كهذه تجعلني دائمًا أقدر يومي وأشعر بسعادة تمتد اليوم بطوله.
في العادة، أخصص ساعات محددة للقيام بأمور مسلية، وأمور مسلية مفيدة، وأمور واجبة علي. إن هذا التقسيم لا يعتبر تخطيطًا مسبقًا بقدر ما هو شكل مسلي لتوزيع الأعمال في اليوم. فمن الأشياء المسلية التي ألجأ إليها هي ألعاب الفيديو التي أحبها جدً، وعادةً ما تكون مع الأصدقاء. إن تحديد الوقت لهكذا عمل يجعلني لا أضيع يومي كاملًا بينما هناك أمور أخرى علي فعلها.
من الأشياء المفيدة التي ألتزم بها يوميًا؛ هي ساعات المطالعة والتمرن على الموهبة. اعتدت منذ سنوات على القراءة المنتظمة والتي تجعلني أشعر بسعادة غامرة، حيث أن هذا الموضوع يعتمد على انتقاءك لما تحب أن تقرأ وتتعلم. أما ساعات التدريب والتمرن فهي تملأني سعادة حيث أستطيع أن أتعلم وأستفيد في آنٍ واحد، بالإضافة إلى تنمية مهاراتي في التعلم الذاتي. من الأمور التي أمارسها في هذا الوقت هي التمرن على عزف آلة أحبها، أو تعلّم كلمات جديدة من لغة اخترت تعلمها كما أفعل كل عام، أو أمارس الرياضة أو أعزز مهاراتي في الطبخ. إن كل ما سبق يستطيع حقًا أن يؤثر على مزاجي طوال اليوم.
ولا أنسى طبعًا أن أغير الروتين كل يوم، فأنا لا أتعمد الصرامة في الجدول اليومي. فهنالك أيام أقضيها خارجًا برفقة الأصدقاء، أو أخصصها كليًا للعائلة، أو أجد شيئًا جديدًا لأجربه.