كيف بدأ تشكيل حروف اللغة العربية تاريخياً

2 إجابات
 اللغة العربية هي لغة سامية تاريخيا نشأت بمنطقة شمال الجزيرة العربية الأبجدية العربية تأثرت الأبجدية الآرامية وأخذت ترتيب الحروف أبجد هوز. كما أخذت عنها أسماء الحروف "ألف باء جيم دال" من الأبجدية الآرامية. ويقال أن الأبجدية العربة قد أخذت من الخط المسد الحميري اليماني. وهم أول من اخترع الكتابة ويرى أنهم هم من عرف العالم عليها وأن الأحرف في اللغات ما هي إلا تطور عن الخط المسند. لكن الخط المسند يكتب بخطوط منفصلة بينما خط الجزم يكتب بطريقة متصلة وهي الطريقة التي يكتب فيها باللغة العربية.

وبسبب ذلك يرجح أن الخط الجزم تأثر بكتابة الأنباط بشمال الجزيرة العربية والتي تأثرت بدوره بالكتابة الآرامية. تطورت اللغة العربية عن أثنا وعشرين صوتا باللغة الآرامية وصولاً للأصوات التي نعرفها الآن بالأبجدية العربية والتي تتكون من 28 حرفاً.

إن أول نتاج من الكتابة أو الأدب العربي كان الشعر الجاهلي. وتتمز الكتابة الجاهلية بأنها غير منقطة وغير مشكلة. وتعتبر هذه الخواص من مجالات التطوير على الأبجدية باللغة العربية. وهي من أهم التطورات التي حصلت على اللغة العربية من وجهة نظر تاريخية. فقد كانت الأبجدية لا تعرف النقاط في الجاهلية وعصر صدر الإسلام. وقد كان التميز بين الأحرف بالسليقة.

قام أبو الأسود الدؤلي باستحداث النقاط نظرا لظهور اللحن واختلاط العرب بالأعاجم. وخاف الناس من ظهور اللحن في القرآن الكريم. ونظرا لطلبعة اللغة العربية التي قد يتغير المعنى بتغير الحركة وغيره. (النقاط كانت حركات)

لكن الطريقة أو أشكال الحركات التي نعرفها اليوم أيضاً مرت بتغيرات لتصبح هكذا. وقد تم استبدال التنوينات من قبل أبو الأسود الدؤلي بنون صريحة واستحدث الفتحة والضمة والكسرة. وكانت الفتحة عبارة عن نقطة فوق الحرف. والكسرة نقطة تحت الحرف. والضمة نقطة توضع على يسار الحرف. وكانت الحركات يجب أن تكون باللون الأحمر.

بمنتصف القرن الأول للهجرة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان كان هناك تغيير جذري بالأبجدية العربية على يد باحثين. نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني. قام هذين الشخصين بتغيير ترتيب الأحرف الأبجدية من الترتب الآرامي للترتيب الذي نعرفه اليوم. وتم تنقيط الأحرف. وقام بعدهم الفراهيدي باستبدال النقاط إلى الحركات التي نعرفها اليوم. 

profile/أسماء-وليد-أحمد-شاهين
أسماء وليد أحمد شاهين
بكالوريوس في آداب اللغة العربية (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٨ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
  • اللغة العربية بشكلها الحالي بدأت منذ القرن الأول الهجري, حين أدرك المسلمون مدى أهمية كتابة وقراءة القرآن الكريم على أكمل وجه, فلم تكن حينها الحروف منقطة أو مشكلة، ولإيقاف الاختلاف والخلط بين قراءات القرآن, تم ابتداع واستحداث نظام تنقيط الحروف ليميز القارئ بين الحروف المتشابهة بالشكل, المختلفة بالنطق, فتم وضع النقاط على الحروف بشكلها المناسب. على العلم أن القرآن الكريم لم يكن مدوناً قبل أن يتولى الخليفة عثمان بن عفان الخلافة بل كان محفوظاً في الصدور. 

  • بعد ذلك , وبعد دخول الكثير من العجم في الاسلام وكان لزاماً عليهم قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة, إلا أن خلوّه من الحركات التي تساعد في قراءة الكلمات على النحو الصحيح شكل عائقاً لدى العجم, فابتدع أبو الأسود الدؤلي نظام حركات ولكنها ليست ذات الحركات التي نعرفها اليوم, إنما استخدم النقاط ليعبر عنها, فكان يقول لكاتبه: "خذ صبغاً أحمر فإذا رأيتني فتحت شفتي بالحرف فانقط واحدة فوقه وإذا كسرت فانقط واحدة أسفله وإذا ضممت فاجعل النقط بين يدي الحرف (أي أمامه) فإذا اتبعت شيئاً من هذه الحركات غنة فانقط نقطتين" وتم استخدام نظام الحركات بالتنقيط في المصاحف فقط في تلك الفترة الزمنية. 

  • وبعد نظام أبو الأسود الدؤلي؛ أضاف الناس علامة التنوين عن طريق وضع نقطتين فوق بعضهما للدلالة عليه. وأضاف أهل المدينة علامة الشدة فجعلوها قوسين, فتوضع فوق المشدد المفتوح وعلى شمال المشدد المضموم, وتحت المشدد المكسور . 
  • وفي العصر العباسي عمل الخليل الفراهيدي على تغيير شكل الحركات حتى  يستطيع الناس كتابة الحركات والحروف بلون الحبر ذاته, وقام بتغيير شكل الحركات ليستطيع القارئ التمييز بين النقاط والحركات؛ فاستحدث شكل الحركات التي نعرفها في وقتنا الحالي تقريباً. 

  •  وبذلك فإن التشكيل يعرف أنه حركات يتم وضعها على الحرف العربي سواء فوقه أو تحته, وتوضع عادة عند كتابة اليافطات أو اللوحات, ومن جهة أخرى توضع عند كتابة الكتب والأبحاث إلى حد قليل, ووظيفتها بشكل رئيسي توضيح نطق الحروف والتفريق بين المواقع الإعرابية للكلمات لفهم الجمل. كما أنها تساعد غير العرب بشكل كبير على القدرة على القراءة.