1- قال الله تعالى : ( فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ) سورة الكهف77
- فقد جاء التعبير في الآية الكريمة بذكر ( القرية ) .
2- وقوله تعالى :( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) سورة الكهف 82 .
- وجاء التعبير هنا بذكر ( المدينة ) .
- فلا يعقل أن يكونا بنفس المعنى لأنه لا ترادف ولا تكرار في القرآن الكريم .
- والتفسير : أن القرية لم تتحول إلى مدينة في القصة ، لأن الغلامين لم يكونا في نفس القرية التي فيها جدارهم بل كانوا في المدينة القريبة من قريتهم - بدليل أنه كان غير صالح للسكن وقابل للهدم فهو لهما ولكنهم لم يكونوا يسكنون فيه أو بجانبه . لأن الغلامين كانا يتميمن وليس لهم مأوى بعد تصدع بيتهما وجدرانه ، وكان أهل القرية غير رحيمين بهما ، فخرجا للمدينة طلباً للرزق والمأوى ، لأن العمل في المدينة دائماً متيسر أكثر من القرية .
- وقيل جاء التعبير في المرة الأولى بذكر القرية دلالة على شدة لؤم أهل تلك القرية وبخلها - بخلاف العادة وهي الكرم عند أهل القرى - ثم عبّر بالمدينة في المرة الثانية بسبب خروج الغلامين من تلك القرية طلباً للرزق في المدينة .
- والقريــــة : من القرار في المكان والإجتماع فيه ، ومشتقة من القرى بكسر القاف وهي الضيافة فعادة سكان القرى قرى الضيف ، وتقع على المدن وغيرها .
- والمدينة : من مَدَن أي أقام ، يقال مَدَنَ في المكان إذا اقام فيه واتخذه موطنا له . وجمع مدينة مدائن ..
- وقد ذُكِرَت (القريةُ) في القرآن الكريم (33) مرة . وذُكِرَت (المدينة) (17) مرة .. والقائلون بجواز الترادف في القرآن ، قالوا : قد تُذْكَرُ القريةُ ويُرادُ بها المدينة ، وقد تُذْكَرُ المدينةُ ويراد بها القرية ، وقد يُرادُ بالقرية الناحيةُ التي تَضمُّ قُرىً عديدة ..