إن شعور الإنسان بهذه الحالة غير المُرضية عن نفسه وحرصه على تغييرها يعتبر علامة خير يمكن من خلالها تحسين العلاقة بالله، فقد أقسم الله تعالى بالنفس اللوامة التي تلوم الإنسان على ترك الخير وفعل الشر حيث قال تعالى في سورة القيامة: (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ).
وقد بين القرآن والسنة حرمة الغيبة حيث قال الله عزوجل في سورة الحجرات: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ).
وعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)) رواه مسلم.
ومن الطرق العملية المساعدة في تقوية العلاقة بالله عزوجل والتخلص من الغيبة:
١. مجالسة الصالحين واختيار الصحبة الصالحة التي توفر بيئة مناسبة تعين على طاعة الله حيث تجدهم الأكثر حرصاً على عدم الخوض في أعراض الناس أو الانتقاص من أحد.
٢. الإكثار من الدعاء والتوسل إلى الله بإلحاح وطلب العون والهداية منه فالإنسان ضعيف ولا حول له ولا قوة بدون الله.
٣. تذكر حرمة هذا الذنب الذي يُذهب الحسنات ويمحوها ويحبطها وأن الله عزوجل سيحاسب الإنسان على كل صغيرة وكبيرة.
٤. أن ينظر الإنسان إلى عيوبه فلا أحد خالي من العيوب ولو نظر الناس إلى عيبهم ما عاب انسان على انسان.
٥. محاولة تغيير المكان عندما يشعر الإنسان بأنه سيخوض في الغيبة.
٦. أن يعاقب الانسان نفسه على كل غيبة يقع فيها بأن يتصدق بمبلغ من المال مثلاً أو أن يصوم لله.
٧. التوبة والاستغفار بعد كل غيبة وذنب فالله غفور رحيم ويحب التوابين.