لا عليكِ لدي الإجابة
الطلاق أبغض الحلال عند الله و لكن فيه مخرجاً عظيماً و حلاً عندما تنغلق أبواب باقي الحلول،
و بالتأكيد كما أن آخر العلاج الكي فإن آخر الحلول بالزواج هو الطلاق،
قد يرافق الطلاق مشاعر إيجابية و سلبية بذات الوقت،
و من الآثار الإيجابية للطلاق،
أنه قد منحت لك حياة جديدة بدل من تلك التي كنت تعانين منها ربما أثناء الزواج.
حصولك على فرصة جديدة لتكون حياتك الجديدة خالية من الأخطاء المتواجدة في حياتك الزوجية السابقة.
أما الآثار السلبية للطلاق فأختصرها في ما سألتي عنه و هذا ما سأقوم بالإجابة عنه بالتفصيل،
الفراغ العاطفي الناتج عن الطلاق، مهما كانت حالتك السابقة فإنها كانت ممتلئة و لو بالقليل من العاطفة و التي ربما تكون متبادلة أو من طرف واحد، لا يهم المهم هو الآن أنكِ قد تشعرين بالفراغ العاطفي نتيجة هذا التغير الكبير بحالتك الشخصية،
العلاج يكون بتغير نمط حياتك السابقة و السعي لاكتشاف ذاتك و التعامل بموضوعية مع الأسباب التي أدت إلى طلاقك بعيداً عن الشخصنة فما يهمك الآن هو إعادة نفسك على الطريق الصحيح كي لا تتكرر ذات المشكلة،
أما الإحتياج فيتم علاجه كما ذكرت بتغير نمط حياتك إلى الأفضل، من خلال احاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين و الصديقات المخلصات و بعدها ستتحسن نوعية حياتك بالتأكيد.
احتياجك للعاطفة أمر يمكنك تداركه أيضاً من خلال تقوية علاقتك مع أهلك حيث أن الأهل هم الداعم العاطفي و أن العائلة يمكنها تقديم الدعم العاطفي اللازم لك،
المطلقة و المجتمع في صراع دائم و نظرة المجتمع للمطلقة قد تحرمك من عيش حياتك كما تتمني لكن لا عليكِ قاومي كل هذه المنغصات و بالطبع الفرص لا تتوقف بعد الطلاق،
الزواج مرة أخرى هو الحل الآمن و المرضي لك و لدينك و لعائلتك و لربك، و غير هذا الطريق ستقعين في هموم و مشاكل أخرى لا قدر الله،
قبل التفكير بالزواج مرة أخرى أنصحك بتغير وجهة نظرك القديمة عن الزواج مهما كانت و البدء بقراءة كتب عن الزواج بشكل عام و بقراءة كتب عن الفروقات بين الرجل والمرأة مثل كتاب الرجال من المريخ و النساء من الزهرة، و قراءة كتاب للرجال فقط للكاتب أدهم الشرقاوي،
بعد توسيع أفق نظرتك للزواج ستتمكني من اختيار شريك حياة بدرجة تفاهم عظيمة تجعل من زواجك سعيداً بعيداً عن المشاكل
فهذه نصيحتي لك
و تأكدي أن الإسلام هو أكبر داعم عاطفي و نفسي للمرأة إذ يقول الله تعالى "﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ النساء: 130
و مفاد هذه الآية أن الله سيتكفل في أن يغني كل من المتطلقين عن بعضهما البعض و حلول الله واسعة و بحكمة عظيمة قد لا نعرفها حتماً لكن علينا أن نؤمن أن الله اختار لنا الأفضل و تكفل به.
ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
وقد أخبر اللهُ تعالى أنهما إذا تفرَّقا فإن الله يُغنِيه عنها ويُغنِيها عنه، بأن يُعوِّضه الله مَن هو خيرٌ له منها، ويُعوِّضها عنه بمن هو خيرٌ لها منه.
﴿ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾؛ أي: واسعَ الفضل، عظيمَ المنِّ، حكيمًا في جميع أفعاله وأقداره وشرعه"
و لتكن هذه الآية محفزة و داعمة لكِ في جميع الأوقات.
و تأكدي أن هنالك الكثير من المطلقات قد منّ الله عليهن بعد الطلاق فأصبحت حياتهن أفضل و لها معنى و أصبحت لهن أهداف كثيرة منها الحصول على زواج مثالي و تم لهن ذلك الأمر و لكن عليكِ بالصبر و عدم التسرع و تأكدي أنك ما زلت ثمينة غالية لا تستحق إلا عوض الخير و إلا فإنك ستعودي إلى المربع الأول.