غزوة الخندق حصلت في العام الخامس من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام ، وحصلت قبلها معركتين كبيرتين :
- غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة وهي التي سماها القران " يوم الفرقان " ، والتي انتصر فيها المسلمون وهم عدد قليل على جيش كفار قريش الذي يفوقهم عدداً وعدة ، حتى ظهر نبأ هذا النصر في الجزيرة العربية كاملة .
- غزوة أحد في العام الثالث للهجرة والتي أراد فيها الكفار الانتقام من هزيمتهم في بدر و أخذ فيها الكفار غرة من المسلمين قتل فيها 70 من خيار الصحابة ، نتيجة نزول المسلمين عن الجبل .
ثم تحالف كفار قريش مع سائر كفار الجزيرة العربية مع اليهود وجيشوا جيشاً كبيراً عرمرماً قدره عشرة آلاف مقاتل وحاصروا المدينة المنورة من جهاتها كلها وغرضهم استئصال شأفة المسلمين والقضاء عليهم قضاء مبرماً ، وحرضوا بني قريظة على نقض عهدهم مع النبي عليه الصلاة والسلام حتى زاغت أبصار المسلمين وبلغت القلوب الحناجر كما وصف الله في كتابه في سورة الأحزاب "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا * هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا " (10-11 ).
وكما وصف حيي بن أخطب رئيس يهود بني النضير لزعيم بني قريظة وهو يحضه على نقض عهده : "ويحك يا كعب، جئتك بعِزِّ الدَّهْرِ وببحر طَامٍ (أي ممتلئ) جئتك بقريش على قادتها وساداتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسْيَال من رُومَة، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقْمَى إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمدًا ومن معه "
ورغم ذلك نصر الله رسوله وصحبه وهزم الأحزاب وحده كما وصف الله في كتابه :
" وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا ۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا " .
فكانت هذه نقطة تحول كبيرة في الصراع بين المسلمين والكفار لأن الكفار قد رموا كل ثقلهم في هذه الغزوة ولم يكونوا ليستطيعوا تجميع هذا العدد مرة ثانية ، فلما كسر الله حملتهم هذه وردهم خائبين خارت عزائمهم وتفرق جمعهم ، وصارت المبادرة بيد المسلمين فانتقلوا من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم ، وهذا معنى قول نبينا عليه السلام :
"اليوم نغزوهم ولا يغزونا "
وفعلاً لم تمض سوى 3 سنوات حتى كان رسول الله وصحابته الكرام يدخلون مكة المكرمة فاتحين بحمد الله .
والله أعلم