حتى تكون من الفائزين في إحياء ليلة القدر عليك أن تدرك الأمور التالية:
أولاً: أن ليلة القدر تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر (سلام هي حتى مطلع الفجر)
ثانياً: أن أعظم ما تتقرب فيه لله عز وجل في هذه الليلة هي الواجبات والفرائض وفرائض هذه الليلة هي (صلاة المغرب وصلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة) فمن صلى المغرب في جماعة وصلى العشاء في جماعة وصلى الفجر في جماعة ناله حظه من ليلة القدر.
ثالثاً: الحرص على أذكار المساء وأذكار الصلوات في هذه الليلة.
رابعاً: صلي العشاء والتراويح حتى يقضي الإمام صلاته وينصرف، ففي الحديث الصحيح: (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)
خامساً: الانشغال في طاعة الله تعالى طوال الليل واحذر من معصية الله تعالى في هذه الليلة.
سادساً: اعلم أن قيام ليلة القدر لا يقتصر قيام الليل على الصلاة فقط إنما يعني ذلك القيام بكل الأعمال التي تجعلك منشغلا بطاعة الله طوال ساعات الليل، ومنها قراءة القرآن الكريم والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والانشغال كذلك بسيّد الاستغفار، والدعاء وأكثر منه ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
سابعاً: استحضر نية إحياء هذه الليلة واقرأ عنها وعن فضلها وآدابها، فنية المرء خير من عمله، فلتكن صادقاً ومخلصاً في نيتك بأنك ستقوم ليلة القدر إيماناً واحتساباً لوجه الله تعالى عسى أن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك.
ثامناً: احرص على إخراج صدقة ولو كانت صدقة يسيرة قليلة في هذه الليلة راجياً من الله تعالى القبول ومضاعفة الأجر.
تاسعاً: احرص على اعتكاف هذه الليلة واحرص على التواجد في المسجد من أول النهار إن استطعت إلى ذلك سبيلاً أو من بعد صلاة المغرب على الأقل.
عاشراً: احرص على آداب المسجد واستشعر معية الله تعالى وأنك ضيف على الله تعالى في بيته واحرص كذلك على الانقطاع التام عن الدنيا وعدم اصطحاب الهاتف أو أي شيء من شأنه إشغالك وإلهائك عن الخشوع.
الحادي عشر: احرص على الطهارة طوال هذه الليلة، فالوضوء بين فترة وأخرى ينشط البدن ويذهب النعاس ويبعث في الجسد الهمة والطاقة المتجددة.
الثاني عشر: احرص على استثمار كل لحظة وإياك والتقصير ولا تقنع بالقليل فإن نفحات الدهر
الثالث عشر: الإكثار من الدعاء وطلب كل شيء مهما كان بسيطاً (إن الله تعالى لا يمل حتى تملوا) وأهم دعاء ليلة القدر هو ما روته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»؛ رواه الترمذي
الرابع عشر: اطلب قضاء جميع حاجتك التي فيها نفع الدنيا والآخرة (كالرزق الحلال والزوجة الصالحة والولد الصالح.. وغيرها) ممن يعينك على دنياك وآخرتك.
الخامس عشر: أكثر من الدعاء ومناجاة الله تعالى وخاصة في الثلث الأخير من الليل وأنت ساجد وتوسل إلى الله تعالى بأن يقبلك وأن يتوب عليك وأن يتقبل صيامك وطاعتك وأن تكون من الفائزين بهذا الشهر، وأن يكتب لك العتق من النار
السادس عشر: استغلال كل دقيقة بها سواء بالصلاة أو القيام أو التسبيح أو الصدقة وذكر الله في كل أوقاتها وفعل كل طاعة مستحبة.
-وعليه: فأنصحك وأنصح نفسي حتى نفوز في ليلة القدر علينا إحياء هذه العشر الأواخر من رمضان كاملة، فإذا ما تم ذلك فسندرك ليلة القدر لا محالة والتي لا يعلم أجر قيامها وفضلها إلا الله تعالى لأن الله تعالى لم يقل ليلة القدر تساوي ألف شهر وهو ما حدده العلماء بأنها تساوي ثلاثة وثمانون عاماً، فهذا تقدير البشر، أما تقدير رب البشر فهو أكثر من ذلك بكثير! لأن الله تعالى قال: (ليلة القدر خير من ألف شهر) وكلمة خير قد تساوي ألف أو مليون أو مليار من السنين، فكلمة خير جاءت نكرة والنكرة تفيد الكثرة.