لكي تصبح خطيبا مؤثرا يستمع لك الجمهور باهتمام وتركيز يجب أن تتضمن خطبتك في موضوع "تقوى الله" عدة عناصر محددة، وهي:
أولا: مقدمة الخطبة
تبدأ فيها بجملة قوية وجاذبة لانتباه المستمع وتثير دافعيته نحو موضوع الخطبة، بحيث تمهد هذه الجملة للموضوع الرئيسي لها، وترتبط مباشرة به.
مثال على ذلك: "أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى القائل: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾، اتقوا يومًا الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.. الخ".
ثانيا: عرض الخطبة
وهو الجزء الذي تتحدث فيه عن موضوع الخطبة تفصيليا، بحيث يزيد عن المقدمة والخاتمة بالحجم عند الكتابة، واحرص عند قيامك بكتابة العرض على أن تحافظ على ترابط المعلومات ووحدة الموضوع بالتنسيق الجيد بين المعلومات والفقرات، والعرض التسلسلي للأفكار، بحيث تتدرج من المعلومات المهمة إلى الأقل أهمية؛ وذلك لكي تحافظ على التنقل بين الأفكار بشكل سليم ومريح لمن يستمع لك.
ففي خطبة التقوى تبدأ بتعريف المستمع بها، كأن تقول: التقوى هي: "أن يقوم المسلم بطاعة وعبادة الله تعالى، على أكمل وجهٍ، وذلك باتّباع أوامره، ابتغاء الأجر والثواب العظيم، واتقاء لعذاب الله تعالى وغضبه، وأن يترك الإنسان ما يُغضب الله تعالى، من المعاصي والذنوب، وذلك باجتناب ما نهى عنه عباده، وأمرهم باجتنابه".
كما يمكنك بيان أثرها الإيجابي على المسلم في الحياة الدنيا والآخرة، واذكر أن الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قد أوصيا بالتقوى مع ذكر أحاديث وايات تبين وتشهد على ذلك.
قم بالحث على تقوى الله بأسلوبك مع ذكر بعض من الآيات القرآنية التي تدل على النتائج التي تعود عليه بتقوى الله، مثال على ذلك: "كل من أراد العز في الدين والدنيا، والبركة في الرزق والوقت والعمل؛ فعليه بتقوى الله، فإنها من أعظم ما استُنزلت به الخيرات، واستُدفعت المكروهات؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾".
أيضا تستطيع في العرض تحذير المسمتع بنتائج وعواقب من لا يتقي الله، وبيان مظاهر تقوى الله، مثال: "اتَّق الله حيثما كنت، في السر والعلانية، في الشدة والرخاء، في الخلوة والجلوة"، وكيفية القيام بتقوى الله مثل: "عبد الله كيف تكون تقيًّا؟ اجعل حبك لله أكثر من أي شيء، أن تستشعر بوجود الله ومراقبته لك، ابتعد عن المعاصي والآثام، تذهب اللذة ويبقى لك الإثم والعار وعواقبها الوخيمة، تعلم كيف مقاومة الرغبات والتخلص منها وأن تُدرك مكائد الشيطان ووساوسه".
من المهم تضمين العرض لبعض الدلائل والإثباتات لتقوية محتوى الخطبة، ودعم صحة الأفكار التي تتناولها، كما يمكنك استخدام أساليب الإثارة والتشويق لجذب انتباه المستمع وجعله ينسجم بالخطبة، مثال على ذلك: "قول الله تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾"، وذكر قصة النبي موسى عليه السلام وسيدنا الخضر في إقامة الجدار.
ثالثا: الخاتمة
وهي تعد نهاية وخلاصة الموضوع بحيث تضع فيها مختصر أفكارك، وتستخدم عبارات قوية فيها.
أما بالنسبة لمواصفات خطبتك بشكل عام يجب أن تناول فكرة معينة، التركيز على الموضوع الرئيسي لها. واختيار فكرة جديدة لموضوع الخطبة، تضمين الدلائل بالآيات والأحاديث النبوية والقصص والأحداث التاريخية، واستخدام الأساليب الإنشائية مثل أسلوب الأمر والنهي والتعجب والنداء، وكتابة جمل القصيرة بمعنى دقيق وواضح.
يجب عليك "الخطيب" أن تحظى بمكانة عالية بين الناس، ويحترمونك ويقدرونك، أيضا لديك القدرة للتحكم في نبرة صوتك وفقا للأساليب الإنشائية، والتحكم في تعابير وجهك، بحيث تكون جريئاً في الحديث، وتحريك يديك، وتوزيع نظراتك على الجمهور، وتوجيه الخطاب لهم جميعا.