قال رسول الله "سيدنا محمد" صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم أخلاق". في البداية يجب عليك تحديد الشخصيات التي تود إجراء الحوار بها مثلا "معلم وطالب" أو "أب وابنه"، بحيث يزرع أحدهم مكارم الأخلاق في نفس الآخر التي تعد أساس الدين الإسلامي واللبنة التي يرتكز عليها المجتمع، ويبين له أهمية مكارم الأخلاق ومدى تحلي المجتمع بها أثناء الحوار الذي يدور بينهم.
طبعا يرتكز الحوار على مجموعة من الأسئلة والأجوبة التي من خلالها يتم طرح الأفكار التي تتعلق بموضوع الأخلاق، بحيث تبدأ الحوار بإلقاء كل من الطرفين التحية على بعضهم البعض، ثم طرح مجموعة من الأسئلة التي تشكل مدخلا للموضوع، كأن يتم طرح سؤال معلم لطالب عن رحلته إلى الحديقة، بالتالي يجيبه الطالب برؤية مشاهد تنافي مكارم الأخلاق التي تربى عليها مثل تلفظ الأطفال بالألفاظ النابية على بعضهم البعض، والعبث بممتلكات الحديقة واحداث الخراب فيها، ورمي النفايات.
ثم تبدأ بطرح ردة الفعل حول الظاهرة المنافية للأخلاق التي أُخبر بها المعلم، بحيث أنه شعر بالفخر والاعتزاز من الطالب لتمييزه الأفعال التي تخالف مكارم الأخلاق التي تم غرسها به، وانه سيتعرض لكثير من المواقف الحياتية التي تشكل تحدي له بالنسبة للتمسك بالأخلاق الحميدة، وأنه يجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تلك المواقف.
أيضا القيام بتوجيه بعض التساؤلات عن عواقب ترك الأخلاق الحميدة، ويجيب عنها الطرف الثاني من الحوار بعدم الأمان والثقة وهدم بنية المجتمع وانتشار الآفات، ويتم ذكر نتائج التحلي بالأخلاق الحميدة كأن تشكل سلاح للمجتمع، وتعمل على بنائه بطريقة سليمة والنهوض به، كما توفر عنصر الأمان، ثم الإسهاب بالحوار من كل الطرفين كأن يقول الطالب: "إن التحلي بمكارم الأخلاق تعد وسيلة للدخول إلى الجنة" ومصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة مع ذكر الإثباتات والأدلة من القرآن الكريم والسنة في أثناء تبادل الحوار، مثال على ذلك: "إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أسوِئُكم أخلاقًا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المُتشدِّقونَ".
عند كتابة الحوار يجب عليك استخدام الجمل تامة في الصيغة ومكتملة المعنى، ومن الأفضل التدريب على ذلك بقراءة نصوص الحوار في الكتب والمجلات، وتن يعكس الحوار الهدف منه، و"بيان الشخصية وتعزّيزها، وإبراز أهدافها ومناقبها"، وبدء الحوار بحديث مهم لتحقيق الهدف سريعا، ومن المهم استخدام علامات الترقيم.
هنالك مجموعة من القواعد العامة التي يجب الالتزام بها عند كتابة الحوار بين شخصين وهي: البدء بفقرة جديدة عندما تتغير شخصية المتكلم، والحرص على عدم تكرار الكلمات والعبارات في الحوار، وعدم استخدام الرموز النصية أي "الاختصارات". تأكد من الحوار بقراءته أكثر من مرة للتأكّد من صحة علامات الترقيم ولغرض التدقيق الإملائي، وعدم المبالغة في الحوار، ومن المهم استخدام الأفعال بشكلٍ مناسب لتدل على زمنها في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
هنالك ثلاث مراحل لكتابة الحوار، وهي:
المرحلة الأولى: قبل كتابة الحوار يجب القيام بعملية البحث والدارسة وتدوين الملاحظات، وقراءة نصوص الحوار من المسرح والسينما والتلفاز، والكتب والروايات، ودراسة شخوص الحوار لصنع أسلوب حواري لكل شخصية مثلا "حديث الطفل يختلف عن حديث الشاب وحديث كبار السن.
المرحلة الثانية: مرحلة الكتابة ومن المهم أن تبتعد فيها عن التكلف والمبالغة، فإن ذلك يؤدي بالقارئ أن يشعر بالملل، ولا تصف كثيرا الحالة النفسية للمتحدث، مثال على ذلك: "صاح غاضباً، جلس حزيناً، ذهب مسرعاً". اجعل لغة الحوار تدل على الحالة النفسية للشخصية وتطورها، بحيث تقدم معلومات لا يمكن للقارئ معرفتها عبر الوصف والأحداث، وتجن الخروج عن سياق الموضوع في الحوار، واحرص على ن يكون لكل مشهد دلالة تضيف إلى الحوار شيئا ما.
المرحلة الثالثة: بعد الانتهاء من الكتابة أعد قراءة الحوار بصوت مسموع والعمل على إجراء أي تعديل لتقوية الحوار.
هكذا يمكنك تقديم حوار متكامل عن موضوع الأخلاق وأثره على المجتمع ومدى تحليه بتلك المكارم، وفي النهاية يقول الشاعر أحمد شوقي: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".