البصيرة التي هي عين القلب والأصل ان الإنسان يولد مكشوفا عن بصيرته لكن مع الأيام ومع الانغماس في الدنيا ومشاغلها والتعلق بالفانيات وارتكاب الذنوب التي تحجب القلب عن شهود نور علام الغيوب تبدأ عين القلب بالانغلاق ويصبح الإنسان أعمى أي أعمى القلب وقد قال تعالى{فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
وحتى ترتفع هذه الحجب عن القلب لا بد من تصفيته وتنقيته من شوائبه بسلوك الطريق إلى الله والإكثار من ذكر الله لا سيما إن كان هذا الذكر في خلوة والسادة الصوفية يدخلون خلوة أربعينية اي أربعين يوما وليلة يعكفون فيها على ذكر الله مع إدامة الصوم والصلاة فتنفتح عندهم البصيرة فيشهدون بالقلب مشاهد من الملكوت ومن عالم الغيب.وقد يصل السالك الى الله بحسب همته إلى الشهود الدائمي للجمال القدسي فيفوز بأقصى بهجة النعيم في الدنيا والآخرة.