من وحي الخبرة لا يوجد طريقة معينة لتقسيم الوقت؛ لأنها تعتمد على عدة عوامل، وتختلف من متعلم إلى آخر باختلاف الظروف المحيطة به.
دعني أطرح عليك ما يلي:
1. هل أنت متفرغ لدراسة الماجستير؟
2. كم عدد الساعات الدراسية المسجلة في الفصل الدراسي الواحد؟
3. كم ساعة يتطلب منك الذهاب إلى الجامعة وحضور المحاضرات والعودة إلى المنزل؟
4. ما عدد الساعات المخصصة للدراسة خلال اليوم الواحد في المنزل باستثناء ساعات الأنشطة المختلفة الأخرى؟
إن إجابتك عن جميع الأسئلة السابقة، تؤكد لك إجابتي في البداية.
تجربتي في دراسة الماجستير كانت تجربة مهمة وممتعة بالرغم من المتاعب التي واجهتني، لقد تضمنت الخطة الدراسية 33 ساعة، منها ست ساعات اختبار شامل بديلا عن مسار رسالة الماجستير، وسبع وعشرون ساعة من المواد الدراسية، أنجزت على مدار ستة فصول دراسية، أي ثلاث سنوات، بمثابة ست ساعات كل فصل دراسي، مع وجود فصل استثنائي أنجز خلاله تسع ساعات دراسية، ولم يكن هنالك أي فصل دراسي صيفي.
المادة الدراسية الواحدة محددة بثلاث ساعات، بمعنى أنه خلال الفصل الدراسي الواحد يتم إنجاز مادتين أو ثلاث مواد، لكل مادة محاضرة واحدة في الأسبوع، وقتها يمتد من الساعة الخامسة مساءا إلى الساعة الثامنة مساءا، بالتالي كان يجب علي الذهاب للجامعة يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع، يخصص لكل مادة يوم واحد فقط.
كنت متفرغة لدراسة الماجستير، في أثناء النهار من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة ظهرا، أعمل على تحضير المواد الدراسية وتجهيز الواجبات والمهام والعروض المطلوبة في ذلك اليوم، بالتأكيد كنت أتيح لنفسي بعض الوقت لإنجاز بعض الأمور بعيدا عن الدراسة، كممارسة رياضة المشي وغيرها من الأنشطة الضرورية التي لا غنى عنها، "ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا".
انطلق إلى الجامعة الأردنية بعد الظهر؛ لإجراء البحث داخل المكتبة، وعقد حلقات العمل مع الزملاء، ولقاء الأساتذة، وحضور المحاضرات، يحدث ذلك ما بين الساعة الثانية ظهرا إلى الساعة التاسعة مساءا، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة الذهاب والإياب، أزمة المواصلات، وإجراء أنشطة مختلفة كتناول طعام الغداء.
أما باقي أيام الأسبوع تمتد الدراسة لساعات طويلة في المنزل، قد تصل إلى تسع ساعات أمام جهاز الحاسوب، تنجز فيها المهام والواجبات والأوراق البحثية والعروض النقاشية، والاستعداد للاختبارات ومراجعة المواد.
كنت أعمل على وضع مخطط فصلي عند استلام خطط المواد الدراسية، أحدد فيه مواعيد الاختبارات والمهام المطلوب إنجازها خلال الفصل الدراسي، وذلك لتحديد أولوية كل منها، ثم أضع مخطط أسبوعي ويومي يساعدني على تقسيم الوقت لإنجاز المهام والواجبات القصيرة المدى والطويلة منها، ودراسة المواد استعدادا للاختبارات، مع تحديد أوقات الدوام في الجامعة وإجراء الأنشطة، إن جميع الخطط اليومية والأسبوعية قد تتطلب منك تحديث مستمر.
نأتي لآخر مهمة في الماجستير وهي التحضير للامتحان الشامل أو رسالة الماجستير وفقا لاختيارك، بالتأكيد أن عليك التحضير لها لمدة أشهر، ومحاولة استغلال كل وقتك لذلك مع عدم المماطلة.
وفقا لتجربتي الشخصية قدمت امتحان شامل في شهر مارس من عام 2017 م، استعددت له خلال مدة تقدر بثلاثة أشهر، عملت فيها على تجهيز الملخصات، ووضع مخطط على مدار تلك الفترة؛ لدراسة المواد المحددة في الامتحان، كانت الأمور سهلة لأن جميع المواد مدروسة.
أما رسالة الماجستير يتم تحديد وقت معين من الجامعة لتقديمها ومناقشتها، عليك المباشرة بها ومحاولة استغلال كل وقتك لذلك، بالتعاون مع مشرف الرسالة، وسيتم إنجازها بأشهر قليلة.
عند وضع خطة الرسالة حدد الوقت لإنجاز كل جزء منها، مثلا مقدمة البحث تتطلب وقت مختلف عن تصميم وإجراء الاستبانة وجمع المعلومات، لا بأس بطلب المساعدة من أصحاب الخبرة، حدد وقت كافي لمراجعة الرسالة وتدقيقها وإجراء التعديلات عليها.
عندما أنظر إلى المراجع والأوراق، والكم الهائل من المعلومات، أسأل نفسي: كيف أنجزت ذلك؟
أجيب: لقد نسيت التعب، الحمد لله عدت على خير.
إن أقوى سلاحين هما الصبر والوقت، لذلك من المهم تنظيم وقتك واستغلاله جيدا، والالتزام بإنجاز المهام المطلوبة منك، ستتضح لك الأمور بمجرد المباشرة في دراسة الماجستير، لا تقلق ستسير الأمور على ما يرام.