الإيمان بوجود الجن جزء من عقيدة المسلم ، لإن الله أخبر بوجودهم وأنهم خلق من خلقه ، خلقهم في الأصل من نار كما قال في سورة الرحمن ( وخلق الجان من مارج من نار ) .
ثم صار للجن نسل فهم يتناكحون ويتناسلون بالكيفية التي قدرها الله لهم وهيأهم لها ولا نعلم تفاصيلها.
وقد أعطاهم الله في الدنيا من القدرات ما يتناسب مع حكمة خلقهم ، فهم يروننا ولا
نراهم - ويقال أن الأمر ينعكس في ذلك يوم القيامة - ، ولهم قدرة على الطيران والصعود في السماء والهبوط وغير تلك القدرات التي ليست للإنس .
وإن كان الإنسي المتقي لربه قد يبلغ بإيمانه أن يهيئ الله له ما لم يهيء للجن ، كما ورد في قصة عرش ملكة سبأ حيث إن الذي عنده علم من الكتاب أحضره من سبأ في اليمن إلى بيت المقدس بطرفة عين ، بينما كان العفريت من الجن يحتاج ساعات في ذلك ,
ومكان وجودهم وسكناهم متعددة ، فقد يكونون بيننا ومعنا في بيوتنا ولكنهم يحبون الخرب والمناطق المهجورة في الغالب.
والجن مكلفون بالعبادة والطاعة شأنهم في ذلك شأن الإنس ، وفيهم المؤمن وفيهم الكافر ، وهم يحاسبون يوم القيامة كالإنس ، فالمؤمن يدخل الجنة والكافر يدخل النار
وسورة الجن وآخر سورة الأحقاف واضحة في ذلك .
ولا رسول من الجن على الراجح بل رسل الإنس هم رسل لهم ، وهم مطالبون بالإيمان برسول الله ومتابعته والتزام شرعه .
أما علاقتهم بالإنس فهي تختلف بين الكافر والمؤمن ، فكافرهم حريص على أذى الإنسي في دينه ودنياه فهو في عداوة معنا ، أما مؤمنهم فقد ييسره الله لمعونة المؤمن وإن كان المؤمن ليس له أن يطلب ذلك منه أو يبحث عن الطرق لذلك ، فهذه مزلة للقدم ولم يكن من شان الصالحين .
وللقراءة أكثر في هذا العالم وكيفية الإيمان به وعلاقتنا به وكيف نتعامل معه يمكن قراءة كتابين في هذا المجال :
الأول : عالم الجن والشياطين في الكتاب والسنة ، للدكتور عمر سليمان الأشقر ، من ضمن سلسة العقيدة.
الثاني : عالم الجن والشياطين ( رسالة ماجستير) ، د. نوفان عبد الكريم عبيدات .
ويتنبه إلى كثير مما يتناقل ويكتب عن هذا العالم - خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي - فيه خرافات ومبالغات وتلفيقات لا تصدق وإنما هي من اختراع الناس .
والله أعلم