كيف أقرأ حقائق عالم الجن والعفاريت كما جاءت في الكتاب والسنة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الإيمان بوجود الجن جزء من عقيدة المسلم ، لإن الله أخبر بوجودهم وأنهم خلق من خلقه ، خلقهم في الأصل من نار كما قال في سورة الرحمن ( وخلق الجان من مارج من نار ) .
ثم صار للجن نسل فهم يتناكحون ويتناسلون بالكيفية التي قدرها الله لهم وهيأهم لها ولا نعلم تفاصيلها.

وقد أعطاهم الله في الدنيا من القدرات ما يتناسب مع حكمة خلقهم ، فهم يروننا ولا 
نراهم - ويقال أن الأمر ينعكس في ذلك يوم القيامة - ، ولهم قدرة على الطيران والصعود في السماء والهبوط وغير تلك القدرات التي ليست للإنس .
وإن كان الإنسي المتقي لربه قد يبلغ بإيمانه أن يهيئ الله له ما لم يهيء للجن ، كما ورد في قصة عرش ملكة سبأ حيث إن الذي عنده علم من الكتاب أحضره من سبأ في اليمن إلى بيت المقدس بطرفة عين ، بينما كان العفريت من الجن يحتاج ساعات في ذلك ,

ومكان وجودهم وسكناهم متعددة ، فقد يكونون بيننا ومعنا في بيوتنا ولكنهم يحبون الخرب والمناطق المهجورة في الغالب.

والجن مكلفون بالعبادة والطاعة شأنهم في ذلك شأن الإنس ، وفيهم المؤمن وفيهم الكافر ، وهم يحاسبون يوم القيامة كالإنس ، فالمؤمن يدخل الجنة والكافر يدخل النار 
وسورة الجن وآخر سورة الأحقاف واضحة في ذلك .

ولا رسول من الجن على الراجح بل رسل الإنس هم رسل لهم ، وهم مطالبون بالإيمان برسول الله ومتابعته والتزام شرعه .

أما علاقتهم بالإنس فهي تختلف بين الكافر والمؤمن ، فكافرهم حريص على أذى الإنسي في دينه ودنياه فهو في عداوة معنا ، أما مؤمنهم فقد ييسره الله لمعونة المؤمن وإن كان المؤمن ليس له أن يطلب ذلك منه أو يبحث عن الطرق لذلك ، فهذه مزلة للقدم ولم يكن من شان الصالحين .

وللقراءة أكثر في هذا العالم وكيفية الإيمان به وعلاقتنا به وكيف نتعامل معه يمكن قراءة كتابين في هذا المجال : 
الأول : عالم الجن والشياطين في الكتاب والسنة ، للدكتور عمر سليمان الأشقر ، من ضمن سلسة العقيدة.
الثاني : عالم الجن والشياطين ( رسالة ماجستير) ، د. نوفان عبد الكريم عبيدات .

ويتنبه إلى كثير مما يتناقل ويكتب عن هذا العالم - خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي - فيه خرافات ومبالغات وتلفيقات لا تصدق وإنما هي من اختراع الناس .

والله أعلم