حسنًا مما لا شك فيه قد تتغير النظرة للشريك فيما بعد الزواج خاصه بعد مرور وقت طويل او بعد مرور السنوات الثلاث الاولى على وجه الخصوص ، تتقلص الحياة التفاعلية بين الزوجين بكافة تفاصيلها
ويتسلل الملل الي الحياة بالذات لدى الشركاء الذين لديهم نمط حياة معين ولا يحاولون تغييره فتجدهم على نفس الروتين من وقت الاستيقاظ وحتى الخلود للنوم الامر الذي يجعل الحياة خاليه من المعنى خالية من الحياة نفسها ومن التفاصيل التي تجدد الشعور وتبعث في النفس البهجة يزداد الامر سوء مع وجود ضغط كبير في المنزل او في العمل لديهم بسبب المسؤوليات على كلًا منهما وأهمال الحوار بحجة أن لاوقت لذلك وعدم الحرص على خلق اهتمامات مشتركة
ويعتبر عدم الوعي الكامل بنواحي هذه التجربة والتي لاتقتصر على ناحية معينة تتطلب نضج تام في عدة جوانب عند غياب الوعي يحدث
نوعًا من عدم التقبل للطرف الاخر بسبب عدم إدراك الامر
فالنضج الجسدي في هذه الامور وحده غير كافي لاستمرار علاقة زواج ناجحة
يجب ان يكون الزوج و الزوجة ناضجين نفسياً وذهنياً
يجب ان يدركوا ان النظرة للشريك قد تتغير وقد تقل المشاعر ايضًا وحتى الملامح قد يفسد الاعتياد جمالها
وهذا ربما جزء من طبيعتنا البشرية نحب كُل شيء بعيد نتعلق به تزداد مشاعرنا وتمسكنا به والسعي للوصول اليه ونبذل كل ما نملك للحصول عليه ووجوده بالقرب دائمًا
لكن الأمر لايستمر على هذا النحو ويتغير
بعد الاقتراب تفسد لذة الوصل لهفة الركض والتي تعتبر المحفز الاول لأستمرار المشاعر
لذا وفرة هذا الشخص امامنا طوال الوقت وتلاشي الصورة القديمة التي كان العقل يزينها لنا بالكثير من الأفكار المثالية والتشويقيه قبل الارتباط لاشك قد تُغير امور كثيره وقد يصاب الزوج أو الزوجة أو كليهما بالإحباط فيما بعد وخيبة الامل وتراجع الشعور لنقطة ماقبل البداية اذا لم يسعى الطرفين لزيادة وعيهما ومعرفتهما بكل الجوانب المهمة لعلاقتهما الزوجية ولأختلاف طبيعتهما التي تتطلب المرونة والمراعاة
طوق النجاة الوحيد للإقتناع بالطرف الآخر
هو (الوعي) الكافي
لإدارة الحياة الزوجية بذكاء ومهارة
بكافة مسؤولياتها وتقلباتها وعقباتها وادخال روح من المرح ومشاركة التفاصيل والأهتمامات مع بعضهم البعض
بالإضافة إلي إدارة العقل والعواطف بذكاء وتحفيزها الدائم والسعي لتجديد الافكار والخطط والاهداف حول مستقبل مناسب وجميل بحيث
يستطيع الزوجين من خلاله السير في طريق معًا بدون تعثر لتحقيق كل اهدافهم والنجاح في تخطي عثرات العلاقة الزوجية وتوفير الدعم والتشجيع لبعضهم والوصول للاتزان النفسي والرضى والقناعة بشكل تام بكل تفاصيل الحياة وكل تفاصيل الشريك
واخيرًا ..كما قال نيتشة :
الزواج التعيس لا ينقصه الحب. تنقصه الصداقة.
الزوجان الناضجان حينما تقل مشاعرهم لا يستسلمان امام الملل والروتين واسباب التغيير بكافة انواعها
انما يحاولان التعرف على المشكلات التي تواجه حياتهم وحلها
وخلق تفاصيل جديده ومحاولة فهم طبيعتها والاهتمام ببعضهم والوقوف بجانب بعضهم عند تعرض احدهم للفشل والتعثر
او لمشكلة معينة
حيث تنشأ بينهما نوع من الصداقه المتينة فمشاعر الاعجاب وحتى الحب معرضة للتلاشي
خاصة بعد الزواج لكن وجود لغة مشتركة بينهما واهتمامات يقومون بها وتفاصيل متبادله قد تقوي الروابط بينهما
وقد تعيد الحُب بشكل اقوى لان خلق اوقات جميلة وذكريات لاتنسى ووجود لغة مشتركة واهتمامات مُفضله ومحاولة فهمهم لبعضهم
تجعلهم يتغاضون عن نظرتهم السلبية لحياتها
وتصبح صورة كلًا منهما في عين الاخر اكثر جمالا وثبات
فعندما يحب احدهم الآخر بعقله يقتنع به ويستمر اعجابه بتفاصيله
ويحب بقائه الدائم معه
وهنا يصل لنوع من الاتزان والرضى وبالتالي قناعة ومشاعر متجدده طويلة المدى .