من سؤالك هذا يدلُّ على أنَّك تسعى لنيل الأجر والثواب من الله تعالى فأسأل اللَّه لكَ ولنا القبول والثبات وأن يوفقك إلى ما يُحبُّ ويرضى.
أوَّل ما ينبغي عليك الاهتمام به هو النِيَّة قبل إقدامك على أيِّ عمل، وبالتالي أنتَ تحوِّل العمل العادي المباح إلى طاعة تُثاب عليها. وسأعطيك أمثلة لذلك من حياتك اليومية:
لو بدأنا من استيقاظك صباحًا لنقل من صلاة الفجر فعوِّد نفسك على قراءة أذكار الاستيقاظ من النوم واعقد النيَّة على جعل يومك هذا خالصاً لوجه الله تعالى، كيف؟ الآن أخبرك كيف وسنسير معًا خطوة بخطوة في هذا اليوم.
- بعد أن تُنهي صلاتك، ابقَ جالسًا واقرأ أذكار ما بعد الصلاة، فبذلك تنال الثواب بالذكر وفوق هذا تفوز بدعاء الملائكة لك طوال جلوسك.
- وقبل أن تأكل انوِ أن تأكل لتمدَّ جسمك بالطاقة ليعينك على الطاعة وإكمال يومك بنشاط.
- وإذا نظَّفتَ نفسك فتذكر أن التطهير والمحافظة على نظافتك استجابة لقوله تعالى {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:4]
- وإذا نظَّفتَ بيتك فاستذكر قوله صلى الله عليه وسلم "نظِّفوا أفنيَتكم"،وأنَّك تفعل ذلك لإنَّ الله يحبه،"الله تعالى طَيِّبٌ يحب الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يحب النظافة".
- وإذا ذهبتَ إلى العمل فانوِ الإخلاص في عملك وأنَّك تعمل لتنفع نفسك ومجتمعك، والمرتَّب الذي ستأخذه ستنفق منه على نفسك وعائلتك وتساعد وتُسعِد من حولك. أو حتى إذا ذهبت إلى الدراسة فتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: " من سَلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة".
- وإذا رأيتَ أحدهم في الطريق فبادر بالسلام وإلقاء التحية وتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام بينكم"
- وفي طريقك أشغِل نفسك بالذِّكر والصلاة على النبي سواء كنت تمشي أو كنت بالسيارة أو الحافلة وتذكَّر بأنَّ الأرض ستشهد لك يوم القيامة بأنك ذكرت الله وأنتَ عليها فيومئذٍ تحدِّثُ أخبارها، وأستَشهد بقول أبي الدرداء الصحابي الجليل وهو يقول: (اذكروا الله عند كل حُجيرة وشجيرة لعلها تأتي يوم القيامة تشهد لكم).
وفي النهاية أوصيكَ بأن تحافظ على النوافل من صلاة الضحى والسُنَن والوتر وتَذكَّر قوله تعالى في
الحديث القُدُسي الذي أخرجه البخاري في صحيحه:"... وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ... " اسعَ لنيل رضا والديك وكسب دعائهما، عامل الناس بالحُسنى وتحلَّى بالأخلاق الفاضِلة، وتذكَّر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقلُ في الميزان من حُسن الخلق".