إن كنت تحبه وتشعر بحبه الألهي يتدفق في قلبك ويتفجر في أعماقك مثل ينابيع عذبة تسقي كيانك وتنتعش بها كل خلية من خلاياك فهذا الحب الذي يتألق في القلب علامة على أنه يحبك وأنه يجذب بهذا الحب قلبك لتتجّه بكليتك إلى حضرته القدسية فإنهُ قد سبقت محبته لك محبتك له بدليل قوله جل جلاله: {يحبهم ويحبونه}. إن كنتَ في كل أحوالك في الحضور معه تداوم على ذكره وتتنعَّم بالأُنس بقربه وتقوم بالأعمال التي يحبها ويرضى عن فاعلها فهي علامة على أنه يحبك. وإذا أحبك الله فإنه يأمر الوجود كله بحبك وينادي في أهل السماء يا جبريل أني أحب عبدي فلان فيحبك بحبه أهل السماوات من الملائكة والأنبياء ويوضع لك القبول في الأرض. فكيف بعد هذا لا تسعى بكلك لتنال نصيبا من هذا الحب الذي ينعش الروح والقلب.