كيف أعالج نفسي من تأخر وتعطيل الزواج؟

2 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٨ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
تأخر الزواج ليس بمرض ولكنه قدر، والأسباب التي يمكن تحصيلها للوصول إليه تختلف بين الذكر والأنثى.

فإن كنت رجلاً فالأمر من جهتك فيه سعي وعمل وأخذ بالأسباب ومن جملة هذه الأٍسباب:

1. معرفة أن الزواج سنة نبوية وتركه مخالف للهدي النبوي وعزوف الشباب عنه في هذا الزمن تحت دعوى أنه تعب وتكليف ومسؤولية ما هو إلا نوع من الهروب من مسؤوليات الحياة وفتح باب للمعصية.

2. اعقد نيتك وابحث عن الفتاة المناسبة لك التي تكون ذات دين وخلق وجمال تسرك وتحمل معك أعباء العائلة

3. أستخير الله قبل اتخاذ القرار النهائي.

4. لا تجعل المادة عائقاً أما زواجك بل توكل على الله وثق أنه يعينك كما روي في الحديث (ثلاثة حق على الله عونهم... -منهم- الناكح يريد العفاف)

5. لا تماطل بالموضوع ولا تأخر فيه فالتأخر ليس فيه مصلحة لك ولا تقل أريد أكون نفسي... إلخ.

6. لا تجعل أي تجربة تمنعك عن الاستمرار في الزواج، أو رفض أي بنت أو غير ذلك مما قد يؤثر على معنوياتك.

وإن كنت فتاة وتأخرت زواجك فالأمر في حقك أضيق والأسباب أقل ولكن أرشدك ابتداء إلى جملة أسباب منها :

1. دعاء الله والإلحاح عليه بالطلب أن يهبك زوجاً تقر به عينك ويعينك على دينك ودنياك، واستغلي الأوقات الفاضلة لذلك.

2. قدمي بين يدي دعاءك أعمالاً صالحة تكون سبباً لقبول دعائك وإجابته، كالصدقة وتفريج كرب المسلمين.

3. إن كان عندك ولي أمر كأب أو أخ ويعرفون رجالاً صالحين يبحثون عن زوجات فليس هناك غضاضة أو مانع أن يخبروهم عنك، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عرض على أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان زواج ابنته حفصة فسكتا لأنهم كانا يعرفان أن النبي عليه السلام يريدها، فليس في عرض الفتاة على الرجل الصالح ما يستحى منه.

4. إن كان تأخر زواجك فيه أمر غير طبيعي مثل نفرة الخطاب بشكل غير مفهوم، أو تكرار تعسر الأمر بعد تيسره، أو غير ذلك مما قد يظهر معه وجود سحر أو حسد فعليك بالرقية الشرعية.

والرقية الشرعية تكون إما برقيتك لنفسك مباشرة عن طريق قراءة آيات الرقية وهي مشهورة ومكتوبة وأنت أولى من ترقي نفسك.

ومن الممكن أن تلجئي إلى شيخ ثقة من أهل الدين والصلاح ليرقيك بالقرآن والأدعية المشروعة، ولكن عليك التحري والسؤال عنه، حتى لا تقعي فريسة مشعوذ أو ساحر أو دجال وما أكثرهم في هذا الزمن.

وإياك أن تلجئي إلى ساحر أو ساحرة ونحوهم من الدجالين كما يفعل كثير من الناس في هذا الزمن للأسف ولو قيل لك أنه مجرب، فإنه نوع من الكفر والشرك، فإن ما عند الله لا ينال بمعصيته، وإنما ينال بطاعته.

واعلمي أنه ليس كل تأخر زواج أو عدم حصوله هو علامة على سحر أو حسد أو عين كما قد يعتقد كثيرات وإنما قد يكون قدراً وابتلاءً من الله لك وإنما الواجب عليك هو الصبر والرضا، فإنك إن صبرت واحتسبت أبدلك الله خيراً في الدنيا والآخرة.

ثم عليك أن تشغلي نفسك بما هو نافع ولا تحبطي وتيأسي وتجلسي تندبي حظك، وإنما أسعى في الأرض وتعملي العلوم النافعة في دينك ودنياك وعلمي من حولك وكوني مصباح هداية ومشعل نور لمن حولك.

ثم احتسبي أن هذا القدر خير لك وأحمدي ربك أن ابتلاءك لم يكن أعظم من ذلك، وكم من امرأة تزوجت فابتليت بزوج تمنت أنها لم تتزوج وحملت من أعباء هذا الزواج الشيء الكثير.

والله أعلم

profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
في البداية يجب عليك أن تعلم أو تعلمي إن أمر المسلم كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- و
الله عز وجل يقدر للعبد بحكمته ما هو أنفع له وأصلح والمناسب في الزمان المناسب وفي الظرف المناسب - فقد يكون من حكمته تعالى أن لا تتزوج أو تتزوجين في هذا الوقت - وإن كنت تتألم أو تتألمين بسبب هذا القدر، وقد قال جل شأنه في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} سورة البقرة 216.

وبخصوص الزواج من عدمه فهو من تقدير الله تعالى كذلك، ولكن قد يكون هناك سحر أو ربط أو تعطيل عن الزواج وهو ما يسمى (بسحر التصفيح للبنات) هو نوع من أنواع الربط، تقوم به بعض الأمهات الجاهلات للحفاظ بزعمهن على بناتهنَّ حتى تظل الواحدة عذراء إلى أن تتزوج، ثم تذهب الأم أو غيرها لتفك عنها السحر، وكثيرا ما يذهبون لفكه إلى السحرة والعرافين، وهذا من الشرك بالله تعالى.

وهذا النوع من الربط يقوم فيه الجن بسد موضع الجماع عند المعاشرة، وكثيرا ما تظل الفتاة مربوطة حتى وهي متزوجة، مما ينتج عنه الكثير من المشاكل الأسرية والعائلية. فإذا عرف مكان السحر، وأمكن استخراجه وإبطاله، فهذا من أحسن ما يعالج به المسحور، قال ابن القيم رحمه الله:

" ذكر هديه صلى الله عليه وسلم في علاج هذا المرض - يعني السحر - وقد روي عنه فيه نوعان:أحدهما - وهو أبلغهما - استخراجه وإبطاله، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه في ذلك، فدل عليه فاستخرجه من بئر، فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما أنشط من عقال، فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب، وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ... " انتهى من " زاد المعاد"(4/ 114). -

 وفي هذه الحالة ننصحك بما يلي:
1- الإكثار من الأذكار والتحصن بها وخاصة أذكار الصباح وأذكار المساء.

2- عليك بالرقية الشرعية وقراءة الآيات المعينة التي ورد فيها ذكر إبطال السحر، فقد جرّب بعض المتقدمين - كما نقل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ذلك - فكانوا يقرؤونها في الماء، ثم يصبونها على رأس المسحور، وهذا شيء حسن، فبإمكانك أنت قراءة هذه الآيات في الماء، فتنفثين في الماء، ثم تصبين هذا الماء على رأسك، وهذه الآيات منها قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس:

 {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إنَّ الله سيُبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين} ومن هذه الآيات أيضًا قوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون} وقوله سبحانه وتعالى في سورة طه: {إنما صنعوا كيد ساحر ولا يُفلح الساحر حيث أتى}.

- ويمكن قراءة هذه الآيات أيضًا في ماء وزيت، فيغتسل بالماء ويدلك بالزيت جسد المسحور فينتفع بإذن الله تعالى، وهذا كله حسن، فالقرآن كله شفاء.

3- كذلك عليك بقراءة المعوذتين، وقل هو الله أحد، وخواتم الآيتين من سورة البقرة، مع آية الكرسي، وأوائل سورة الصافات، وسورة الدخان، فهذه المواضع إذا قُرئت في الماء والزيت ودلك به الجسد وغسل به الجسد فإنه بإذن الله نافع.

4- عليك التجمل بالصبر، ومن يتصبر يصبره الله، مع اتخاذ السبب المشروع في دفع المرض والبلاء، وهذا هو عين التوكل الحقيقي على الله تعالى، فإن الله تعالى قدر علينا أقدارا وأمرنا بأن ندفع هذه الأقدار بتلك الأسباب.

-وعليه: ننصحك في الاستمرار في الرقية الشرعية والمعوذتان والتحصن بالأذكار الصباحية والمسائية والدعاء في الثلث الأخير من الليل، والثقة بالله تعالى وفرجه القريب، وحسن الظن بالله، بأن الله تعالى سيعوضك خيراً بعد هذا التعطيل عن الزواج، وبأنه سوف يرزقك زوجاً صالحاً يكون سبباً في سعادتك إن شاء الله تعالى.