تأخر الزواج ليس بمرض ولكنه قدر، والأسباب التي يمكن تحصيلها للوصول إليه تختلف بين الذكر والأنثى.
فإن كنت رجلاً فالأمر من جهتك فيه سعي وعمل وأخذ بالأسباب ومن جملة هذه الأٍسباب:
1. معرفة أن الزواج سنة نبوية وتركه مخالف للهدي النبوي وعزوف الشباب عنه في هذا الزمن تحت دعوى أنه تعب وتكليف ومسؤولية ما هو إلا نوع من الهروب من مسؤوليات الحياة وفتح باب للمعصية.
2. اعقد نيتك وابحث عن الفتاة المناسبة لك التي تكون ذات دين وخلق وجمال تسرك وتحمل معك أعباء العائلة
3. أستخير الله قبل اتخاذ القرار النهائي.
4. لا تجعل المادة عائقاً أما زواجك بل توكل على الله وثق أنه يعينك كما روي في الحديث (ثلاثة حق على الله عونهم... -منهم- الناكح يريد العفاف)
5. لا تماطل بالموضوع ولا تأخر فيه فالتأخر ليس فيه مصلحة لك ولا تقل أريد أكون نفسي... إلخ.
6. لا تجعل أي تجربة تمنعك عن الاستمرار في الزواج، أو رفض أي بنت أو غير ذلك مما قد يؤثر على معنوياتك.
وإن كنت فتاة وتأخرت زواجك فالأمر في حقك أضيق والأسباب أقل ولكن أرشدك ابتداء إلى جملة أسباب منها :
1. دعاء الله والإلحاح عليه بالطلب أن يهبك زوجاً تقر به عينك ويعينك على دينك ودنياك، واستغلي الأوقات الفاضلة لذلك.
2. قدمي بين يدي دعاءك أعمالاً صالحة تكون سبباً لقبول دعائك وإجابته، كالصدقة وتفريج كرب المسلمين.
3. إن كان عندك ولي أمر كأب أو أخ ويعرفون رجالاً صالحين يبحثون عن زوجات فليس هناك غضاضة أو مانع أن يخبروهم عنك، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عرض على أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان زواج ابنته حفصة فسكتا لأنهم كانا يعرفان أن النبي عليه السلام يريدها، فليس في عرض الفتاة على الرجل الصالح ما يستحى منه.
4. إن كان تأخر زواجك فيه أمر غير طبيعي مثل نفرة الخطاب بشكل غير مفهوم، أو تكرار تعسر الأمر بعد تيسره، أو غير ذلك مما قد يظهر معه وجود سحر أو حسد فعليك بالرقية الشرعية.
والرقية الشرعية تكون إما برقيتك لنفسك مباشرة عن طريق قراءة آيات الرقية وهي مشهورة ومكتوبة وأنت أولى من ترقي نفسك.
ومن الممكن أن تلجئي إلى شيخ ثقة من أهل الدين والصلاح ليرقيك بالقرآن والأدعية المشروعة، ولكن عليك التحري والسؤال عنه، حتى لا تقعي فريسة مشعوذ أو ساحر أو دجال وما أكثرهم في هذا الزمن.
وإياك أن تلجئي إلى ساحر أو ساحرة ونحوهم من الدجالين كما يفعل كثير من الناس في هذا الزمن للأسف ولو قيل لك أنه مجرب، فإنه نوع من الكفر والشرك، فإن ما عند الله لا ينال بمعصيته، وإنما ينال بطاعته.
واعلمي أنه ليس كل تأخر زواج أو عدم حصوله هو علامة على سحر أو حسد أو عين كما قد يعتقد كثيرات وإنما قد يكون قدراً وابتلاءً من الله لك وإنما الواجب عليك هو الصبر والرضا، فإنك إن صبرت واحتسبت أبدلك الله خيراً في الدنيا والآخرة.
ثم عليك أن تشغلي نفسك بما هو نافع ولا تحبطي وتيأسي وتجلسي تندبي حظك، وإنما أسعى في الأرض وتعملي العلوم النافعة في دينك ودنياك وعلمي من حولك وكوني مصباح هداية ومشعل نور لمن حولك.
ثم احتسبي أن هذا القدر خير لك وأحمدي ربك أن ابتلاءك لم يكن أعظم من ذلك، وكم من امرأة تزوجت فابتليت بزوج تمنت أنها لم تتزوج وحملت من أعباء هذا الزواج الشيء الكثير.
والله أعلم