لابد من تعليم الأخلاق للأبناء أولًا ومناقشتهم حول مفهوم القيمه المراد تعليمها ونقل أثرها للطفل ومن ثم يمكن اللجوء إلى ما يسمى بأسلوب التحكم الذاتي؛ حيث يصبح الطفل قادر على التحكم بسلوكة عن طريق إجراءات محدده, نتيجه تقوية معايير لدى الطفل وهنا الأمانه ويقوم هذا الأسلوب على تعزيز ومعاقبة السلوك, ومن خلال ما تقومي به من نمذجه بما يخص قيمه الأمانه, وتوجيه الحديث للأطفال ومساعدتهم على إجراء حديث الذات, وممارسه الأمانه في مجالات مختلفه لا تقتصر على الدراسه أثر على تقويه القيمه.
ومن الإستراتيجبات التي يمكن إعطاء للطفل لتقويه قيمه الأمانه وعدم الغش:
- مراقبه الذات؛ حيث يراقبل الطفل نفسه متى يلجأ لهذا الأمر (الغش).
- تقييم الذات؛ وهنا يقوم الطفل وبتوجيه منك على ترتيب المثيرات التي تعمل على تشكل مثل هذا السلوك والتي قد تكون سبب بتعزيز السلوك للتخلص منها, مثل حث بعض الأصدقاء على حل الإمتحان سوية, أو طلب أحد الأصدقاء من طفلك بان يقوم بتغشيشة, أو أن يجد الطفل بأن ليس هنالك أي مراقبه منك أو من أي جهة أخرى فيقوم بالغش, هذه الخطوه تساعد الطفل وتساعدك كأم على تحديد طرق العلاج والحديث حول أهميه إثبات قدرات الطفل لنفسه وبيان أثر الغش على تحقيق النمو السليم له, ويمكن في هذه الخطوه مواجهة الطفل وسؤاله عن مدى الإنجاز والتقدم الذي حققه بما لجأ اليه من غش أو سيلجأ له, فمن خلال الحديث مع عقل الطفل وليس إنفعالاته أنت تقومي بتقويه قيمه الأمانه لديه.
- تعزيز الذات؛ وهنا يقوم الطفل بتعزيز ذاته معنويًا لما يقوم به من تحقيق انجاز دون اللجوء لأي وسيلة مساعده أو اللجوء للغش, والتعزيز هنا له أكبر الأثر على تعميق مبدء الأمانه ونقل أثر هذا المبدأ لأمور أخرى.
ويمكن أن تساعدي الطفل بعمليه ضبط المثيرات المسببه للسلوك أثناء الإمتحانات مثل الإبتعاد عن وسائل الإتصال مع الأصدقاء والتي يمكن من خلالها حل الإمتحان بشكل مشترك, أو ابعاد مصادر المعلومات من كتب وغيرة, ويمن أن تعملي على تغيير مستوى الدافعية لدى الطفل من خلال ما يتم توجيهه له من حديث معزز وأنه قادر على تحقيق الإنجازات نتيجه قدراته, وليس نتيجة الغش, كما يمكن تغيير الظروف الإنفعاليه قبل الإمتحانات والتي قد تجعل الطفل غير مرتاح وقلق, فهذه الخطوه تساعد الطفل على التحكم بذاته والإبتعاد عن الغش لتحقيق الرضا النفسي.
ولابد أن ننوة لبعض المعوقات التي قد تواجهكم(كأم وطفل) خلال ما تقومي به لتعميق مبدأ الأمانه وترسيخه لدى الأبناء وهذه المعوقات؛ عدم بذل الجهد الكافي منك ومن الطفل تحقيق الهدف, الضغوط الإجتماعية قد تكون سبب بعدم التزام الطفل كأن تلزميه كأم بأن لايقل معدل المادة (ص) عن 90% وارفاق هذا الأمر بعقاب محدد, مثل هذه الضغوطات ستجعل الطفل يلجأ لعدم الأمانه والغش بسبب خوفه وهروبه من العقاب, كما أن لنقص الدافعية والرغبة لتتغير سبب في عدم اكتساب الطفل قيمه الأمانه أو الإلتزام بها وهنا لابد أن توفر البيئه ما يشكل للطفل دوافع ورغبات ويفضل بأن تكون داخليه لإستمرار السلوك ويمكن هنا أن نوجه الطفل لما يشعر به من ثقه بالنفس نتيجه ما حقق من إنجاز بلا غش ونساعدة برؤيه هذا الأمر كدافع لسلوك الأمانة, وأخيرًا من العوائق التي قد تواجه الأم والطفل في نفس الوقت الخوف من الفشل, خوفك من الفشل في تحقيق القيمه وخوف الطفل من عدم اكتساب القيمه.
كما لابد أن ننوة على أهميه إشراف الأهل والعمل على تقديم الدعم غير المشروط للطفل, وتقبل قدراته المختلفة, ومساعدته على بناء الثقه بالنفس, فكل هذه الأمور تعمل على تعزيز قيمه الأمانه لدى الطفل وتجعل كل ما يقوم به مراقب بشكل لاواعي نتيجه توجهاته وقيمه.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الطريقه الصحيحه لتعميق قيمه الأمانه لدى الطفل هي:
- بيان الأثر السلبي للغش على تحقيق التقدم المرغوب وبيان بان اي انجاز ناتج عن الغش هو انجاز غير حقيقي ولايمكن الإعتماد عليه في أي شكل من اشكال التقدم المدرسي, وأن أثر هذا الغش لابمكن ملاحظته في الوقت الحالي وإنما ستجده في وقت لاحق, ويمكن هنا أن تبين للطفل خطوره الأمر عن طريق طرح مثال؛ كأن تقول له ما أثر غش طالب هندسه سيكون مسؤال عن بناء مشروع سكني, فنتيجة ما يقوم به الطالب من غش سيعرض حياة كثر من الناس للخطر نتيجة عدم امتلاكة المعلومة الصحيحه ولأن ما تم تقيمه سابقًا كان تقيم خاطئ وغير حقيقي, وكذلك الأمر بنسبه لطالب وغيرهم, فربط القيمه بالواقع يساعد الطفل دائمًا على تقبل الأمر والتفكير فيه بطريقه مختلفه.
- تعزيز ما يقوم به الطفل من سلوكيات تدل على الأمانه, بكل الجوانب وليس فقط بما يتعلق بالدراسة.
- تقديم التوجيه عند ظهور السلوك الغير سليم من الغش بطريقه سليمه بعيده عن التجريح أو كسر النفس, فلابد من الحفاظ على نفسيه الطفل سليمه بعيده عن الذل والخذلان لتجنب أي مشكلات أخرى نتيجه لسلوك الأهل الخاطئ.
المصدر:
- برنامج التحكم الذاتي
- مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعده فيها, أ.د نزيهة حمدي و أ.د نسيمة داود.