الشخص الوحيد القادر على الإجابة عن سؤالك هو أنت، فلا يمكن لشخص ما أن يقرر ما إذا كنت تستطيع العيش كطبيب، فدراسة الطب لا تقتصر على 6 سنوات من تعلم العلوم الطبية في كلية الطب بال هي أكثر من ذلك بكثير فجيب أن تضع في الحسبان سنوات التخصص وعدة سنوات إنتقالية بين التخرج من الجامعة وإيجاد تخصص مناسب بالإضافة إلى أن طبيعة العمل كطبيب تحتاج إلى أن تكون شخص هادئ ومتمالك، يوجد أمور كثيرة تحدد ما إذا كنت مناسب لدخول طريق دراسة الطب من عدمه، سأقوم بذكر عدة أمور عن حياة طالب الطب والطبيب وأنت ستقرر ما إذا كان هذا الطريق يناسبك أو لا يناسبك.
أحد أكبر قرارات الحياة هو اختيار مهنة العمل ومع ذلك، فإن المخاطر أعلى للطلاب الذين يفكرون في أن يصبحوا أطباء، لأن مسار مهنة الطب هو مسار طويل وشاق.
تبدأ حياة طالب الطب داخل كلية الطب وبالنسبة لي تعتبر هذه المرحلة واحدة من أسهل مراحل مهنة الطب فعلى الرغم من أن الطالب بحاجة للإلتوام بالدراسة لفترات طويلة وبشكل مستمر إلى أنني أرى بأن هذا الشيء بيد الطالب أي أن الطالب الذي يبذل مجهود ويجتهد سينجح ويجتاز هذه الفترة أما الطالب المتكاسل عن الدراسة فلن يستطيع تجاوز هذه المرحلة، على أية حال مرحلة الدراسة في كلية الطب هي مرحلة تحتاج إلى إلتزام كبير على مدى فترة طويلة من الزمن وتتطلب منك الإستغناء عن بعض الرفاهيات التي يمارسها أغلب الأشخاص ممن هم بعمرك، ولكن في هذه المرحلى لن تجد صعوبة كبيرة وذلك لأن الجامعة ستحدد لك طريق خاص ومقسم ستسير به وستجتاز المواد الطبية بشكل تسلسلي وذلك بالإعتماد على جهدك وإجتهادك، هذه هي الخطوة الأولى في رحلة طويلة من طريق مهنة الطب وغالباً سوف تساعدك طموحك وشغفك على النجاح في هذه المرحلة وتجاوزها.
برأي من أكبر الأخطاء التي يقع بها طالب الطب في مرحلة الدراسة في كلية الطب هي قصر مدى التفكير بالمستقبل، أي أن الطالب يكون أكبر همه هو التخرج من الكلية وإجتياز مرحلة الستة سنوات، وهذا شيء خاطئ برأيي فيجب أن تكون على علم بأن إيجاد برنامج للإقامة للتخصص في أحد فروع الطب هو ليس بالأمر السهلة خاصة في الكثير من البلدان العربية لذا يجب أن تضع خطط مناسبة للمستقبل وأن تقوم بدراسة البلاد التي تتيح لك فرصة للتخصص بها، وضع هدف مستقبلي سيساعدك بشكل كبير على الوصول لمراحل متقمة في مهنة الطب وسيدفعك لاستكمال هذه المرحلة الشاقة.
كما أن بعض الأعمال التي تستطيع أن تقوم بها أثناء فترة الدراسة في كلية الطب تساعدك كثيراً في تحسين جودة سيرتك الذاتية وهذا يجعل العديد من القطاعات الصحية مهتمة بالعمل معك، فمثلاً القيام بالأعمال التطوعية، وحضور الندوات الطبية، والمشاركة في الدراسات الطبية وأخذ دورات طبية تعزز هذه الأعمال من قدراتك ومكانتك الطبية.
من المهم أن تكون صبوراً، فحياة طالب الطب وحياة الطب مليئة بالمصاعب والضغوطات النفسية يجب أن تهيء من نفسك حتى لا تحبط وأنت بمنتصف هذا الطريق.
كما يجب على الطبيب أن يكون عاطفي مع المرضى فأنت تتعامل مع مجموعة من الناس التي تعاني من مجموعة من الشكاوي الجسدية لذا يجب أن تقف بجانبهم وأن تجعله يشعرون بشعورك إتجاههم.
من المهم جداً أخذ الدولة التي تعيش بها أو التي ستدرس بها تخصص الطب بعين الإعتبار فالعديد من الدول لن تجد بها دعم جيد حتى تطور من نفسك ومن قدراتك كما أن العديد من الدول لن تستطيع أن تجد بها برنامج إقامة بسهولة، لن يمنعك هذا الأمر من دخول تخصص الطب ولكن يجب أن تضع خيارات أخرى كاستكمال طريقك المهني الطبي خارج هذا البلد أو العمل كطبيب عام لبعض الوقت إلى أن تجد برنامج إقامة في هذا البلد.
طالب الطب بشكل عام يمر بمجموعة من العقبات والفترات الصعبة لذا يجب أن تتأكد بأنك تمتلك من يدعمك نفسياً ويزيد من إصرارك سواء كان هذا الشخص أحد أقاربك أو أصدقائك، كما أنه من العب أن يقوم طالب الطب بالعمل والدراسة بنفس الوقت كباقي التخصصات وذلك نتيجة للوقت الطويل الذي ستبذله في الدراسة.
ستقوم بدراسة كمية كبيرة من المواد والعلوم الطبية وسيكون حجم العلم الذي ستتناوله كبير جداً فهي تحتوي على كل من المبادئ العلمية الأساسية والمهارات السريرية اللازمة لتطبيقها في المستشفيات، في حين أن هذا قد يبدو وكأنه مهمة ضخمة إلى حد ما، إلا أن الحقيقة بالنسبة لي أن هذه الفترة ستمر بشكل سريع ولن تكون بالصوبة التي يتصورها الناس، كما أظن أن هذا الشيء سيكون لطيف لأنه يشعرك كما لو كنت تحرز تقدماً سريعاً من خلال دراستك.
أهم ما يحتاجه طالب الطب في دراسته أو الطبيب في عمله هو التنظيم فإن لم يقم طالب الطب بتنظيم جداول دراسية خاصة به وترتيب يومه بشكل مناسب له فإنه سيعاني في مرحلة الدراسة في الجامعة وسيكون من الصعب عليه تجاوز هذه المرحلة.
على الرغم من صعوبة حياة الطبيب وصعوبة مهنة الطب وكمية الضغوطات التي يتعرض لها الطبيب إلا أنه يجب التأكيد بأن مهنة الطب هي من أسمى المهن لأن الطبيب يقوم بتخفيف معاناة وآلام الأشخاص الأخرين ويسهر ويتعب لإراحة غيره، والشعور الذي يشعر به الطبيب عند مساعدة مريض ما هو شعور جميل جداً، ومن المعلوم بأن هذه المهنة هي أحد الطرق التي قد تدخلك الجنة فلك أجر عظيم عند الله لمساعدتك المرضى والوقوف بجانبهم وهذا من أكبر إيجابيات مهنة الطب.
في نهاية المطاف، لا ينبغي أن تتوجه إلى الحصول على موافقة أو إقناع شخص آخر لتصبح طبيبا، فهذا الطريق هو الطريق الذي ستعيش به كامل حياتك، أنصحك بأن تقوم باختيار هذا الخيار بنفسك دون أي تأثيرات خارجة عن إرداتك، ولكن أخذ النصيحة من أشخاص جربوا هذا الطريق من قبلك سيساعدك على منع الوقوع بالأخاطئ التي وقع بها من قبل.