كيف أحفظ قلبي في الصلاة؟

الحمد لله الحفيظ الوكيل سبحانه,وبعد:
كما نعلم أن الصلاة صلة العبد بالرّب,وقيل لا صلاة إلا بحضور قلب, فعندما تسمع النداء إلى الصلاة, وتعرف أنه من خالقك,يدعوك لتمثُل أمامه,فتذهب للوضوء,وتتهيأ لهذا الاجتماع الكبير الذي خصّك به ملك الملوك, قيّوم السماوات والارض, وفضّلك على كثير من خلقه, إذ جاء بك إلى حضرته, وسمح لك بمناجاته, وأنت تكلّمه بكلامه, وتحمده بكلامه, وتسأله بكلامه,عندما تستشعر هذه المعيّة,وتعلم أنّ الله ينظر إلى قلبك,فتخشع جوارحك,فيلين قلبك وجلدك لذكر الله, فتصطبغ الأعضاء بالخشوع والسّكون لأن القلب حضر مع الله, مع محبوبه الأول, أحبك فناداك, فأتيت,وهو لا يحب الشرك في العبادة,فإذا أتيت لبيته,فاترك الدنيا خارجاً وادخل بقلبٍ صافٍ,وعندما تصلّي هكذا,تستشعر لذة العبودية وتستمرّ عليها بإذن الله. 

يكون حفظ القلب في الصلاة بجعله دائما حاضرا و خاشعا في الصلاة قال تعالى ( قد أفلح المؤمنون الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) و يكون ذلك بحضور القلب في الصلاة و التركيز فيها و تدبر القرآن الذي يتلى و استشعار عظمة الموقف فأنت في صلاتك تقف بين يدي الله عز وجل و تناجيه خوفا و طمعا 

يمكن حفظ القلب في الصلاة من خلال : التعود والممارسة، فإن التكرار في المجاهدة في التركيز أثناء الصلاة ستتحسن مع مرور الوقت، وهذا لن يحدث في يوم أو عشرة، بل سيحدث بعد مرور فترة من الوقت تدريجيا، ويجب تخيل أننا نقف أمام الله حقا، وأن هذه الصلاة هي الصلاة الأخيرة .

ليس من السهل على الشخص حفظ القلب والوصول الى درجة الخشوع في الصلاة، ان لم يكن ذلك نابعا من دافع داخلي من الشخص ذاته
ويحتاج الشخص الى ما يشبه التمرين للتعود على عزل نفسه عن المحيط والوصول الى درجة الخشوع في الصلاة
فيجب التفكير بوقوفه امام الله، وانه صاحب حاجة يريد قضائها اما ذي الملك
ويستحضر وقوفه على الصراط، الجنة عن يمينه والنار عن يساره، وملك الموت خلفه ينتظر ان يقبض روحه
يمكن للشخص البدء بقراءة القران اثناء الصلاة بصوت مسموع، واختيار سور من القران غير مألومفة لديه حتى يكون كل تركيزه منصباً على القراءة
ويشمل ذلك ايضاً التشبيح في الركوع والسجود بصوت مسموع ليبقى ذهنه منشغلاً فقط بالصلاة ويضمن عدم تشتته
واخيراً ان يقوم بتحضير بعض الادعية والدعاء بها في السجود
وسيتذوق حينها المؤمن حلاوة الخشوع في الصلاة وحلاوة الايمان

يمكن حفظ القلب في الصلاة من خلال الخشوع خلال تأدية الصلاة، والتضرع إلى الله عن طريق الدعاء المستمر والتأمل بقدرة الله على تلبية الدعاء وقدرته على سماع كل ما يجول في خاطر متعبده، ومن خلال الإيمان بأن الله هو المعين والمستعان به، والذي يعرف بكل صغيرة وكبيرة بما يحمله القلب في طياته.