عدد صفحات القرآن الكريم 600 صفحة تقريبًا، وربعه يعني 150 صفحة:
لو حفظت كل يوم صفحتين منها، ستنهيها في 75 يومًا، أي: شهر ونصف تقريبًا.
ولو حفظت ثلاث صفحات، ستنهيها في 50 يومًا.
ولو حفظت 4 صفحات، ستنهيها في 37 يومًا.
وهكذا ...
أي كلما حفظت عدد صفحات أكثر خلال اليوم ستنهي في وقت أقل.
لكن صراحة، الأهم من الكم والوقت القصير هو الكيفية، يعني ليس المهم أن أنهي كمية كبيرة في وقت قليل ثم أنساه لاحقًا؛ لأن في تركيزي على الكمية سأنسى الإتقان. بل الأهم الإتقان و التثبت من الحفظ، ثم فهم القرآن الكريم مع حفظه حتى أطبق ما فيه من أحكام وشرائع وأوامر.
لذا، إن كنت متفرغًا، حدد وردًا يوميًا تلتزم به وتكون قادرًا على إتقانه، وأنا أرى أن صفحتين خلال اليوم كمية مناسبة يستطيعها الغالب ويتقنوننها.
ثم حدد وقتًا من اليوم تجعله دائمًا لحفظ القرآن الكريم، واحرص أن يكون هادئًا وبعيدًا عن المشتتات والملهيات، ووقت الفجر أو الصباح باكرًا خير وقت لهذا الأمر.
وزامن مع الحفظ مراجعة ما تحفظه، وقراءة تفسيره ومعانيه أيضًا حتى يكون حفظك تامًا مكتمل الأركان، واجعل لك شيخًا، أو زميلًا، أو أي أحد يتابع معك ما تحفظه، وقم بتسميع ما تحفظه له، وذلك حتى تتأكد أنك حفظته بصورة متقنة وتامة، ثم لا تنسى الصبر، والتأني، والاستمرار، والمثابرة على ذلك.
فإنك إن قمت بهذا فحتمًا ستنهي ربع القرآن الكريم، وستصل إلى مرادك في الوقت المناسب لكنك ستصله مع الإتقان والضبط والفهم، وأكيد هذا هو المطلوب، وهذا هو الأنفع، وهو كم قلتُ أهم من الحفظ الكثير في وقت قصير ثم تنسى بعد ذلك، لإن ذلك إنما يدعو للإحباط.