يمكن المحافظة وتوجيه الأبناء للتمسك بالتقاليد والعادات عن طريق الضمير الجمعي أو الوعي الجماعي والذي يعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع, ويشير الضمير الجمعي كمصطلح في علم النفس إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة داخل المجتمع.
فما تتضمنه أساليب التنشئة الإجتماعية من تطوير للضمير الجمعي لدى الأبناء يساعد على تواصل الأجيال فيما بينهم مما يشكل وسيلة يعمل من خلالها المجتمع على مراقبه تواصل العادات والتقاليد ومنظومة المعايير التي تنتقل من جيل لأخر, فالضمير الجمعي وتطويره لدى الأبناء يعني اشتراك وجداني جمعي تشترك فيه مشاعر المجتمع ككل وهو المجموع الكلي للمعتقدات والعواطف العامة بين معظم أعضاء المجتمع والتي تشكل نسقًا له طابع مميز.
وللضمير الجمعي سلطه على الفرد لأنه يعيش داخلهم مما يعني خلق نوع من التماثل العقلي والعاطفي وبتالي الإمتثال للعادات والتقاليد, وهذا ما يفسر لنا ممارسات وعادات الجماعات من طرف أفرادها حيث يقوم أفراد الجماعه الواحدة بممارسه نفس العادات والتقاليد, مما يعني الإلتزام بالضمير الجمعي.
إن هذا الضمير ناتج عن تصورات ناتجه عن تفاعل الأفراد فيما بينهم ويمكن خلال التنشئه الإجتماعية نقل هذه التصورات للأبناء مما يساعد على تطوير الوعي الجمعي للأبناء, فالأسرة هي التي تخلق عملية التماثل بين الأفراد, فهي تدربهم على القيام بمجمل المعايير وأن يقوموا بها بنفس الدرجة, مما ينتج عنه اشتراك افراد العائلة بنفس التصورات والمشاعر الوجدانية, وبتالي تأخذ الأسره من خلال تطوير الضمير الجمعي وسيلة لضبط السلوك بما يحفظ العادات والتقاليد بينهم وضمن المجتمع ككل.
ومن وجهة نظر شخصيه أرى أنه يمكن مساعده الأبناء في الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد ضمن التطور المستمر بوتيره عاليه من خلال:
تنمية الحكم الذاتي لديهم, ومن خلال تطوير هذا الجانب لدى الأبناء يصبح كل ما هو جديد ضمن دائرة النقد والتمحيص والتحليل والمقارنه بين ما للمجتمع من عادات وتقاليد وبين ما هو جديد, وخلال هذه العمليه يقوم الأبناء بتحديد السلبيات والإجابيات لكل ما هو جديد من ثم إصدار الحكم بالقبول الجديد أو الرفض والحفاظ على العادات,وكل ما هو مؤثر سلبًا على العادات والتقاليد السليمه لايمكن قبولة, وهذه العمليه تتطلب تنمية مهارات التفكير لدى الأبناء التي تسمح لهم بالعيش ضمن تطور مستمر مع تكييف كل جديد ضمن ما في المجتمع من عادات وتقاليد تمثل الهويه العامة لما ينتمو اليه, فعادات وتقاليد المجتمع تمثل هويتهم العامه التي لابد من الحفاظ عليها وجعل التغير والتطور الحاصل لا يؤثر على جوهرها.
المصدر:
العادات الإجتماعية والتقاليد في الوسط الحضري بين التقليد والحداثة, اسعد فايزة.