ما هي نصائحك لي لكي أطور من حسي الفكاهي؟

2 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
٠٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     قد صدمت أن الحس الفكاهي أمر قابل لتطوير؛ فَكنت أعتقد أنه مهارة طبيعية يولد الشخص بها. ويستند العلماء لإثبات هذه الفكرة على الفكاهة لدى الأطفال؛ فهم يولدون دون معرفتهم أي شيء متعلق بالمزحات ثم تجدهم يلتقطونها من الأشخاص الأكبر منهم سنًا ومن أقرانهم ثم يلقونها عليك، وتكون بالفعل مضحكة!

      لحسن الحظ حس الفكاهة وتعلمه لا يرتبط بعمر معين؛ فحتى لو كانت الجدية سادت على شخصيتك في طفولتك أو بكل بساطة خسرت مهارتك أثناء نضوجك، بإمكانك تطوير حس فكاهتك بإتباعك بعض الخطوات البسيطة:

      1 – حدد نمط الفكاهة الذي تفضله: فالفكاهة لها أربعة أنماط:

      أ* الفكاهة المعززة لذات: وهي النكات التي تقوم بها لتحسين من مزاجك والرفع من قيمتك، وبها تسخر من أخطائك بحيث تأخذها بجدية أقل؛ فَبها تسحب نفسك من دوامة جلد الذات الخانقة، وتسمح لنفسك بالضحك والتعلم لتجنب الخطأ مستقبلًا.

      ب* الفكاهة التآلفية: وهي النكات التي تطلقها على من حولك لتبني معهم علاقات اجتماعية، تتميز بأنها تضحك الجميع دون إشعار الشخص المعني بالإحراج ودون تقليلك من احترامه، فهي نكات مضحكة ومهذبة وذكية.

      ج* الفكاهة العدوانية: فهي تلك النكات التي نطلقها على من حولنا لنشعر بالسعادة على حسابهم. فتقوم بالسخرية منهم وتطلق تعليقات لاذعة وتغيظهم بشكل مؤذي لكي تقوم بإهانتهم.

      د* الفكاهة الهادمة للذات: وهي نكات تطلقها على نفسك بشكل لا ترضاه وبشكل مهين لذاتك بهدف تكوين العلاقات مع من هم حولك؛ فهي تضحك الآخرين لكن على حساب ذاتك.

      نمطا الفكاهة الذي يجب أن تختارهما هما النمط (أ) و(ب)، فالأنماط الباقية تتعدى حد الفكاهة المحببة التي تضحك الجميع؛ فبها أحد الأطراف يجب أن يكون ضحية الضحك، فبذلك تكون تمارس السخرية لا الفكاهة والمزاح.

     2 – اغمر نفسك أينما تجد الدعابة: فقم بمشاهدة برامج ومقاطع الكوميديين والممثلين الهزليين، صادق أشخاصًا ذوي حس فكاهي عالٍ، وابحث عن حلقات صوتية (podcast) لأشخاص ذو حس فكاهي تستمتع به، قم حتى بقراءة كتب النكات والطلب من الأطفال حولك باخبارك ببعضهم.

    في بداية تطويرك لحسك الفكاهي قم بحفظ النكات والتعليقات المضحكة التي أعجبتك، وتجنب أن تكون مكررة ومحفوظة، واطرحها عن طريق قولك "لقد سمعت نكتة مضحكة في البارحة…"؛ فأنت على الأغلب لا تخطط لأن تصبح ممثل هزلي، فلا حاجة لأن تضغط على نفسك باختراع نكات من صنعك، فَمع الوقت ستكون قادر على القيام بعمل النكات الخاصة بك.

   ولتستطيع الخروج من حيز التقليد، لا تحفظ النكات فقط، انتبه على توقيت وتعابير وجه ولغة جسد الشخص الملقي لهم. مع الوقت ستتعلم التوقيت الصحيح للنكات والهيئة المناسبة لجسدك ووجهك عند إطلاقها.

   3 – اعمل على أن تكن ظريفًا، لا سخيفًا: فحسك الفكاهي يجب أن يتجاوز السخرية والضحك الذي يفتقر للمعنى ويفتقر لخفة الظل والظرافة والذكاء. الظرافة أيضًا مهارة قابلة للتعلم، وتكون قد مشيت نصف الطريق بإيمانك أنك قادر على تعلمها.

   تتركز الظرافة في كونك تلقائي في طرحك للنكات، وهذا الأمر يمكن تطويره فقط عن طريق التدرب على إطلاق المزاحات على الناس. لكي تكون مرتاحًا أثناء تدربك على الظرافة أبدأ بطرح النكات على الأشخاص القريبين منك كعائلتك مثلًا، ثم انتقل بعد ارتياحك وتدربك الكافي مع المقربين منك، لطرح النكات على زملائك بالعمل والأشخاص الذي تتعامل معهم.

   الذي يميز الظرافة عن السخافة هو أن الظرافة تتعلق بشيء تلقائي يناسب الموقف الذي تجد نفسك فيه، بينما النكات التي نعدها سخيفة هي تلك النكات التي يتداولها الناس جميهم ويحفظونها، وغالبًا لا تناسب الموقف الذي يدفع لإلقاء النكات وتصبح مملة مع الوقت.

   4 – اختر الأوضاع المناسبة:  فقيامك بطرح نكات تتعلق بموضوع تحبه ومهتم به ستكون أفضل من طرح نكات عن موضوع محبب من قِبل الآخرين؛ فنكاتك عن موضوع يروق لك ستكون مضحكة أكثر من نكات تروق الآخرين فقط، حاول أن تطرح هذه النكات على الأفراد الذي يشاركوك بنفس الاهتمامات، فهدفك يجب أن يكون استمتاع الجميع لا طرف واحد.

   لا تحتاج أن تطلق النكات طوال الوقت لكي تمتلك حس فكاهي عالٍ ويستمتع الناس بمجالستك؛ فأي شيء يطرح بكثرة يصبح مملًا مع مرور الوقت. عندما تمتلك تعليق مضحك بعيد عن السخرية من الآخرين ومن نفسك قم بطرحه!، لا داع لإخبارك بالجميع أن لديك تعليق أو نكتة معينة، ذلك يقلل من جاذبيتها.

   خذ وقتك أثناء طرحك للنكات؛ لاتتحدث بشكل سريع لكي تبقى النكتة مفهومة ولكي تتجنب التلعثم، توقف لفترة وجيزة بين طرحك للجمل. إذا وجدت نفسك في موقف شعر المستمعون فيه بالملل أو لم يعجبهم حسك الفكاهي أو كان توقيت طرح نكاتك غير مناسب، انسحب تدريجيًا باتجاه إنهاء النكتة، فبإمكانك القول على سبيل المثال: "أتعلمون الآن من بعد طرحي للنكتة، أعتقد أنها ليست مضحكة حقًا" أو "بدت هذه النكتة أكثر إضحاكًا في عقلي"، ستشعر بالإحراج قليلًا لكن قيامك بذلك سيحافظ على احترام الجميع لك ولن يأخذوا صورة سيئة عن نكاتك.

المراجع:

* https://medium.com/ardent-path-journal/how-to-improve-your-sense-of-humor-824994423149

* https://lifehacker.com/how-to-develop-your-sense-of-humor-1690680308

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/ليلى-عمر
ليلى عمر
UX designer
.
٠٤ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أوّلًا لازم تتأكد من وجود الحس الفكاهي لديك من عدمه، فالحس الفكاهي من الصّفات التي باعتقادي فطريّة ولا يمكن اكتسابها وإن وجدت فيمكن تطويرها، أوّلًا تعرّف جميع أنواع الكوميديا واستقرء الصّفات المشتركة عند أصحاب الحس الفُكاهي. 
وبصراحة لست أؤيّد فكرة تقليد الكوميديّين لأنّ الذوق العام في الكوميديا لا يعجبني وأرى هذه المحتويات المشهورة غير مضحكة وفي الأعوام الأخيرة أصبحت هي أكثر المُحتويات المستهلكة والمكرّرة، لذلك حتّى تكون مُضحك لازم تكون نبيه ومُبتكر، والنّكتة هي ردّة فعل سريعة بالنّهاية، والفُكاهة ليست فقط في رمي النّكات بل هي تضارب عكسي ولعب على الكلام وتكثير وتصرّفات عفويّة. 
نصيحتي الأولى؛ قبل أن تبحث عن طرق تطوّر فيها حسّك الفكاهي عليك التأكد من وجوده، عن طريق من حولك مثلًا، هل يقولون لك أنّك مُضحك؟ عندما تعرف نفسك جيّدًا فهذا سيُجنّبك الوقوع في فخ البهلوان، كل من دخل عالم الكوميديا وما كان عنده مقوّمات كافية أصبح مجرّد مُهرّج ومسخرة للنّاس. 

في حال أنّ الحس الفكاهي موجود والأمورُ تمامٌ؛ نصائحي تُلخّص بالآتي: 
رافق أشخاص مرحين ومُضحكين بالنّسبة لك. 

ركّز على موضوع أنّك أنت تكون مُستمتع بالنّكتة اللي بتقولها قبل ما تركّز على ردّة فعل النّاس. 

راقب النّاس المُضحكين لمُحيطهم، ما الذي يميّزهم؟ ماذا يقولون؟ ما هي طريقتهم في الفُكاهة؟ 

أهم نقطة ركّز على العفوية، يعني؛ مش لأنّه الكوميدي الفُلاني عنده آلاف المتابعين تروح تنسخ أسلوبه، ولا تصطنع الضّحك ولا الرّواق، ألقِ بنكتك لمّا تكون راغب بذلك لا تُجبر نفسك ولا تتكلّف، فالنكتة المتكلّفة قبيحة. 

شيءٌ أخير، لازم تعرف أنّ الدّعابة شيء مهم جدًا في الحياة، مثل مرهم الجُروح، لذلك إذا كنت ترى بنفسك شخص مرح فتمسّك بذلك، تمرّن جيّدًا، فأصحاب روح الدّعابة يهوّنون علينا جزءًا كبيرًا من أعباء الحياة، يبسّطون لنا ما هو معقّد في داخلنا، الكوميديا أصلًا مخرج من مخارج الضّغط النّفسي وبرأيي إنّها ترتقي لتصبح ماكينزم دفاع والله، لكن احذر احذر أن تصير مهرّجًا وتُحرج نفسك، كما يفعل البعض بأنفسهم. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة